أكدت وثيقة سرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، أزيل عنها طابع السرية يوم الاثنين الماضي بناء على طلب من أرشيف الأمن القومي لجامعة جورج واشنطن، أن نظام فرانكو كان يعتزم تطوير أسلحة نووية بغرض تعزيز موقفه الدولي ليصبح قوة عسكرية وتسليحية كبيرة في المنطقة. وقد تم إعداد التقرير السري المؤرخ بتاريخ 17 مايو من سنة 1974، بعد قيام الهند بإجرائها للعديد من التجارب النووية حينها. ويكشف التقرير الاستخباراتي الأمريكي السري أن حكومة فرانكو كانت بصدد تطوير برنامج نووي واسع النطاق استوجب الاهتمام به وإخضاعه لمراقبة سرية من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية. وكان هذا البرنامج النووي الإسباني يتضمن تشييد مقر لتخصيب اليورانيوم الذي يعتمد على تركيبات علمية، وظروف سياسية، بما فيها السياسة الحكومية المتبعة بعد وفاة الدكتاتور فرانكو. ويقول التقرير حرفيا: «إسبانيا هي واحدة من بلدان أوربا الجديرة بالاهتمام لاحتمال تطويرها للأسلحة النووية في السنوات القادمة، ولها احتياطات خاصة من اليورانيوم، وبرنامج واسع النطاق لتطوير السلاح النووي (ثلاثة مفاعلات نشيطة وسبعة قيد البناء و 17 أخرى في طريقها إلى التنفيذ)، ومصنع تجريبي لتخصيب اليورانيوم». وأكدت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن إسبانيا، إضافة إلى إيران، ومصر، وباكستان، والبرازيل، وكوريا الجنوبية «تلزمها على الأقل عشر سنوات لتطوير برنامج أسلحتها النووية». وأضاف التقرير: «إن بعضهم يمكن أن يقوم بإجراء تجربة نووية إبداعية قبل ذلك الوقت، وربما قد يقوم بشراء معدات في هذا الصدد أو تحصل على مساعدة من دولة أجنبية». التقرير الذي أعدته وكالة المخابرات المركزية من 50 صفحة، ويحمل عنوان «سري جدا»، يؤكد أيضا أن حكومة فرانسيسكو فرانكو لم توقع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي صادقت عليها 19 دولة. وأشار محللو المخابرات الأمريكية إلى أن إسبانيا قد رفضت التوقيع عليها، لأن الالتزامات المستوجبة على البلدان غير النووية الموقعة «لم تكن كافية، حيث ترغمها على الخضوع لعمليات تفتيش ومراقبة منتظمة. وهو الأمر الذي يعرض برامجها النووية للكشف والمواجهة من طرف منافسيها». «في كل الأحوال فإن لإسبانيا اتفاقات عسكرية ثنائيا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو الاتفاق الذي يعتبره الإسبان عرضا أمريكيا لتقوية أمنها ولكنه يرمي من ناحية أخرى على الحد من قدراتها النووية». ويبدي التقرير شكوكه حول المستقبل النووي الإسباني قائلا: «ربما بسبب مجموعة من الظروف المحيطة بموقع إسبانيا بالنسبة لجبل طارق، والبرتغال وشمال إفريقيا، إلى جانب غياب وجود علاقة طيبة مع حلف شمال الأطلسي ومع الولاياتالمتحدة وربما أيضا مع الحكومة التي ستأتي بعد حكم فرانكو، فإنه يبقى من المحتمل أن تعمل إسبانيا على تطوير قدراتها النووية». *عن الباييس: 18.01.2008