تُرجم ديوان الشاعرة المغربية فتيحة واضح "À voix basse" إلى العربية بعنوان "بصوت خافت"، وحرصت فيه الشاعرة على "استحضار البعد الصوفي في شَذَرَاتها، وهو ما يجعل علاقتها مستمرة مع التراث الصوفي الآسيوي، خصوصا في جانبه الحِكَميّ"، بحسب ورقة تعريفية بالترجمة الجديدة. العمل الذي ترجمه الشاعر المغربي صلاح بوسريف إلى اللغة العربية، "امتداد مختلِفٌ في الرؤية والتصور للشّذرة النِّتْشَوِيَّة"، ويعود بقارئه عند التمعّن فيه، تقول الورقة نفسها، "إلى الشّذَرات البوذية، وإلى الزّين (Zen)، في بعده الآسيويّ العريق". الديوان النّاطق باللغة الفرنسية تحرِص الشاعرة على اعتباره "شذرات شعرية، بما تتميز به من كثافة في التركيب، ومن اقتصاد في قول الكثير في القليل، أو ما يدخل في باب القصر، بالتعبير البلاغي العربي، في بناء اللغة وفق تركيب يقوم على التصوير، أو أن الصورة الشعرية هي ما تقوم عليه الشذرة في جوهرها"، يضيف المصدر ذاته. وتتوخّى الشاعرة في هذا العمل المنقول إلى العربية "وضع يدها على كثير مما يمس الإنسان، وما يمس المفاهيم التي نحتاج اليوم أن نتأملها في أفق جمالي يضع أصابعنا على ما نحن عليه من اختلالات في سلّم القيم"، كما تركّز فيه على "البعد الإنساني في الإنسان، وما نحتاجه من تصافح وتلاق وتوادّ لبناء وجود يتّسم بالتسامح والتجاسر، لا فرق فيه بين ثقافة وأخرى، ولسان وآخر؛ لأن الشعر في بعده الجمالي هو لقاء وعناق، وهو وضعُ البشريِّ في سياقه الإنسانيّ"، بتعبير الورقة التعريفية بالعمل.