واصلت أعداد المخادع الهاتفية العمومية تراجعها بشكل متسارع في المغرب، إذ أشارت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات إلى أن المدن المغربية لم تعد تتوفر سوى على أقل من 6420 مخدعا هاتفيا عموميا سنة 2018، مقابل 172 ألف مخدع سنة 2009. ورصدت الوكالة اقتراب انقراض هذه الخدمة من المغرب، بعد التخلي عن خدمات أزيد من 165 ألف مخدع هاتفي عمومي، بسبب تراجع الطلب على هذه الخدمة، مع اتساع دائرة استخدام الهواتف النقالة، ومواصلة خفض أسعار خدمات الاتصالات الهاتفية النقالة بشكل قياسي. البيانات الصادرة عن الوكالة الوطنية للمواصلات أشارت إلى أن متوسط أسعار المكالمات الهاتفية انتقل من 1.60 درهما للدقيقة سنة 2009، إلى أقل من 0.12 سنتيم للدقيقة كمتوسط أسعار فعلي باحتساب الحملات الترويجية للشركات في نهاية سنة 2018، إذ أصبحت تراهن على خدمة الأنترنيت النقال من أجل رفع معاملاتها عوض المكالمات الهاتفية. وأثر هذا التراجع القياسي في الأسعار على اختيارات المستهلك المغربي، الذي أصبح يفضل استعمال هاتفه النقال من أجل إجراء مكالماته الهاتفية عوض اللجوء إلى المخادع الهاتفية ومحلات "التيليبوتيك" التي انقرضت بشكل شبه كلي في كبريات المدن المغربية. وكشفت بيانات صادرة عن الشركات الثلاث العاملة في قطاع الاتصالات بالمغرب؛ "اتصالات المغرب" و"أورنج" و"إنوي" انخفاض أسعار الخدمات الهاتفية الصوتية النقالة إلى مستويات لم يسبق أن سجلها قطاع الاتصالات في المغرب من قبل. وأسهمت العروض الترويجية لخدمات الأداء القبلي للاتصالات الهاتفية في تراجع الأسعار إلى ما دون متوسط الأسعار المعلنة من لدن الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، الهيئة المشرفة على تقنين قطاع الاتصالات بالمغرب وتنظيم المنافسة به، والبالغ 23 سنتيما للدقيقة الواحدة.