خلافا لما تعاملت به مع توترات سابقة تهم علاقات المملكة ودول العالم؛ إذ كانت تسارع دائماً إلى إصدار بلاغات وتصريحات لإخبار الرأي العام الوطني والدولي بأسباب السحابات العابرة مثل ما وقع مع هولندا في قضية سعيد شعو وحراك الريف، فقد لجأت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي اليوم إلى الصمت المطبق لمواجهة الأزمة القائمة بين المغرب والسعودية. ورغم نشر وكالة أنباء أمريكية، مساء الخميس، أن المغرب أوقف مشاركته ضمن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن منذ سنوات ضد الحوثيين، وأشارت إلى أن الرباط استدعت أيضاً سفيرها في العاصمة السعودية الرياض للتشاور، إلا أن الوزارة التي يشرف عليها ناصر بوريطة لم تنف أو تؤكد صحة ذلك، وهو ما خلف ردود فعل دولية واسعة تحمل قراءات متعددة لمضامين القصاصة الأجنبية. ويبدو من خلال عدم قيام وزارة الخارجية المغربية بالتعليق أو التوضيح لما جاء في خبر "أسوشييتد برس" الذي انتشر كالنار في الهشيم على كبريات المواقع والصحف العالمية، أن "وزارة بوريطة" اختارت بشكل متعمد أن توجه موقف الرباط ضد السعودية عبر وكالة أجنبية، وفيما بعدُ بدفع سفير الرباطبالرياض إلى الإدلاء بتصريح صحافي لجبر الخواطر. وقالت مصادر هسبريس إن الأزمة الصامتة بين الرباطوالرياض تعود إلى التصويت المفاجئ للسعودية ضد ملف احتضان المملكة لكأس العالم لسنة 2026، ليرد المغرب بعدها بأيام قليلة بقرار عدم مشاركته في اجتماع لوزراء إعلام دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن. وبعد ذلك، عبر وزير شؤون الخارجية والتعاون الدولي على التوتر القائم مع السعودية من خلال جملة من المواقف تهم علاقات الرباطوالرياض، اختار أن يُوجهها عبر حوار حصري على قناة "الجزيرة" القطرية. وتحدث بوريطة، في حواره مع "الجزيرة"، عن توجهات جديدة للمملكة المغربية في عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وأبرزها ملف الحرب في اليمن بقيادة السعودية والأزمة الخليجية. كما لمح وزير الخارجية إلى أن المغرب كانت لديه تحفظات على زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى المملكة المغربية أثناء قيامه بجولة في البلدان المغاربية، وهي الزيارة التي أثارت حينها الكثير من الجدل. وردا على مواقف بوريطة، اختارت قناة "العربية" السعودية أن ترد بتقرير مصور حول قضية الصحراء اعتبرته الرباط يمس بسيادة المغرب على ترابه ونقطة لا يمكن تجاوزها أو السكوت عنها بعد "حرب صامتة" تجاه البلدين منذ أشهر، لينتهي الأمر بقرار استدعاء السفير المغربي. وكانت وكالة الأنباء الأميركية "أسوشييتد برس"، ضمن قُصاصتها التي تناقلتها منابر إعلامية واسعة الانتشار، أوردت أن مسؤولا حكومياً أبلغها، أمس الخميس، أن المغرب لم يعد يشارك في التدخلات العسكرية أو الاجتماعية الوزارية في التحالف الذي تقوده السعودية. وبحسب الوكالة الدولية، فإن استدعاء سفير المملكة المغربية في الرياض جاء بعد تقرير تلفزيوني تطرق لقضية الصحراء بث على قناة سعودية، وفق تصريح لمسؤول آخر في الحكومة المغربية. ولم يصدر إلى حد الساعة أي بيان رسمي عن الحكومة المغربية، أو وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، بخصوص حقيقة هذا الانسحاب من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية.