على إثر اتصال هاتفي تلقيته من صديق لي يشتغل بأحد المخادع الهاتفية القريبة من المستودع البلدي للأموات بالقنيطرة أخبرني فيه بوقوع حادث انهيار العمارة وسقوط ضحايا بمنطقة أولاد أوجيه ، انتقلت فورا إلى المنطقة المذكورة لمعاينة الحادث والوقوف عند أسبابه وحيثياته ، وحين وصلت كان المكان مكتظا بالمواطنين الذين حجوا بكثافة إلى موقع الحادث لمعرفة ما وقع وطيلة ال 24 ساعة الماضية ظل التكتم من طرف المسؤولين هو سيد الموقف وكل ما توفر لدينا من معلومات لم يكن غير شائعات وأقاويل شفهية لم نستطع التأكد من صحتها، غير أن لقائي اليوم بأحد عناصر فرق الإنقاذ الذين أمضوا مساء أمس و إلى غاية فجر اليوم التالي بقلب الحدث استطاع أن يجلي بعضا من الضبابية التي شابت تفاصيل الكارثة و كان لي معه الحوار التالي : "" تصريحات وزير الداخلية وكدا التصريحات الرسمية لباقي المسؤولين لا تعدو عن كونها كلاماً فارغا الهدف من ورائه تظليل الرأي العام ، إذ أني و منذ الساعات الأولى للانهيار وبعد أن تم إخطارنا ، كنت متواجدا ضمن فرق الانقاذ الذين انتشلوا أولى الناجين والذين لم يكونوا غير بعض العالقين على هامش البناية المنهارة ، بعده وإبتداءا من الساعة الثانية بعد الزوال فقدنا الأمل في العثور على أحياء جدد و كان كل الذين انتشلناهم طيلة ليلة الخميس قتلى قضوا تحت الردم. تم توزيعنا على مجموعات ، وكنا كلما عثرنا على جثة نطلق صفيرا إنذارا بذلك و طلبا لدعم باقي المجموعات الأخرى ، وتجدر الإشارة إلى انه قمنا بتحديد نقطة سوداء داخل موقع الانهيار منذ البداية ، وذلك بعد رواية لأحد عمال البناء الناجين و الذي أكد لنا انه وقبيل الانهيار بدقائق كان كل العمال مجتمعون لتناول وجبة الغداء ، وقد تركهم لجلب الخبز من احد الدكاكين قبل أن يعود ويفاجئ بما وقع ، فكانا أن دلنا على مكان اجتماعهم ذلك ، فعملنا على تركيز بحثنا هناك بناءا على تصريحه. أكثر من 17 جثة ، كانت مناظر غاية في البشاعة ، أقسم أني شاهدت احد الضحايا وقد تدلت أمعاؤه خارجا في مشهد جد مقزز ومثير للشفقة ، أؤكد لك أن عدد القتلى و كحصيلة مؤقتة يفوق الستين ، كما أؤكد لك أيضا أن آخرين لا يزالون تحت الأنقاض لحد الساعة ، ثلاث طوابق تغوص داخل الأرض أمر ليس بالهين كما يريد المسؤولون تصوير ذلك . لقد تم فتح تحقيق بالموضوع ، ولكن تبعا لما عايناه هناك بالردم و الذي لم يكن غير رافدات هشة و غير متماسكة ، بدون شك أن الغش في البناء وعدم مراعاة معايير السلامة غالبا ستكون من إحدى الأسباب الرئيسة التي أدت إلى هذه الكارثة. حاوره رفيق الدرب عن مدونات خربشات مواطن أمي