عقدت حركة "قادمون وقادرون - مغرب المستقبل"، بجماعة أم الربيع بالقرب من مدينة مريرت، الجمع العام التأسيسي ل"خنيفرة المستقبل"، أشرف عليه المصطفى المريزق، الرئيس الناطق الرسمي للحركة، بحضور هشام حسنابي، المنتدب الترابي لجهة بني ملالخنيفرة، وثلة من أعضاء الهيئات الاستشارية من الجهة ذاتها ومن جهة فاسمكناس. وفي كلمة بالمناسبة، ذكر المريزق بروح خطاب أجدير في 17 أكتوبر 2011، الذي أكد فيه الملك محمد السادس أن الأمازيغية هوية وطنية ومكون أساسي من مكونات الثقافة المغربية، وأن النهوض بها يعد مسؤولية جماعية، باعتبارها ملكا لكل المغاربة. واستحضر المريزق خطاب مارس 2011، الذي كرس الطابع التعددي للهوية المغربية الموحدة والغنية بتعدد روافدها، وفي صلبها الأمازيغية كرصيد لكل المغاربة، كما جاء ذلك في الدستور الجديد. وطالب المريزق من عمق تخوم جبال الأطلس المتوسط بربط عمق الخطب الملكية بواقع التنمية المستدامة، وحث الجميع على المزيد من النضال من أجل ترسيم الأمازيغية كلغة رسمية، مستحضرا التضحيات الجسام التي قدمها شيوخ المقاومة والتحرير من أجل استقلال المغرب. ودعا الرئيس الناطق الرسمي للحركة إلى التكتل من أجل خلق جبهة عريضة تضع على عاتقها دعم ومساندة شباب ونساء العالم القروي وسكان الجبال، وفك العزلة عنهم، وتمكينهم من الحقوق الأساسية كالصحة والتعليم والشغل والسكن، وجعل العدالة المجالية حقا من حقوق الإنسان، إلى جانب الحق في الثروة الوطنية، للقطع مع التهميش و"الحكرة" والفقر والهشاشة والاستبعاد الاجتماعي. وفي حديثه عن الأوضاع الاجتماعية التي يجتازها المغرب، نبه المريزق جموع الحاضرين إلى أن المغاربة لم يعودوا يثقون في الوعود الكاذبة، ويريدون حلولا ملموسة لإخراجهم من النفق المسدود بدل إلهائهم بقصص وروايات الفاعلين المركزيين بمختلف انتماءاتهم. وعما تعتزم القيام به حركة "قادمون وقادرون"، أخبر المريزق الجمع العام التأسيسي بالاستعداد لخلق المجلس الوطني لشباب العالم القروي وسكان الجبال قريبا، وإطلاق برنامج تمكين المرأة القروية والجبلية في العديد من مناطق المغرب، موازاة مع الاشتغال على تحضير الخطة الاستراتيجية الوطنية للحركة. وفي الأخير، دعا المريزق إلى "الإبداع والاجتهاد من أجل حث الجميع على التسجيل في اللوائح الانتخابية، واعتبار هذه العملية معركة كبرى من أجل مغرب المستقبل، مغرب المشاركة الواسعة في الانتخابات من أجل دولة المؤسسات، حتى لا يتكرر ما سبق، وحتى لا يندم المغاربة مرة أخرى". وأضاف أن "هناك جراحا لم تندمل بعد، بل غائرة وتحتاج إلى النهوض بحقوق الإنسان والمساواة والحرية والعدالة الاجتماعية، رغم مسلسل الإنصاف والمصالحة والعدالة الانتقالية، الذي ما زال أمامه واقع جبر الضرر الجماعي في العالم القروي وسكان الجبال لاستكمال حلقاته المواطنة من أجل الاستقرار والسلم الاجتماعي والأمن والأمان".