صدرت للروائي هشام مشبال رواية جديدة موسومة بعنوان "بيت النار"، تعد خامس إصدار للكاتب المغربي بعد "أحلام الظلمة"- 2003، "الطائر الحر"- 2009، "أجراس الخوف"- 2014، كتاب "البلاغة والسرد والسلطة في الإمتاع والمؤانسة"- 2015، إلى جانب إسهامه في كتب جماعية عديدة، من قبيل "النقد والإبداع والواقع"- دار العين، "بلاغة النص النثري"- دار العين 2013، وغيرهما. وترصد رواية مشبال التحولات الاجتماعية والثقافية الجذرية التي أصابت قبائل "غمارة" شمال المغرب؛ من خلال رحلة خاضها مختار، بطل الرواية، وزوجته الإسبانية فلورا، من مدينة غرناطة الإسبانية إلى قريته الغمارية، بعدما قضى أزيد من عشرين عاما مغتربا، على أمل كتابة رواية عن القرية وتاريخها وعاداتها وحروبها وقصة أمجادها، غير أنه اصطدم بواقع متحول هش. يخوض بطل الرواية رحلة البحث عن الذات والهوية والأسرار، التي سيكتشف من خلالها عمق الصراع بأعماقه ضد البشاعة والجشع، وضد الزمن وضد العوامل الوراثية التي تعبث بروحه على نحو ما، كما أنهكت أفرادا من عائلته من قبل. وتتطرق الرواية إلى فضاء القبيلة الشاسعة بامتدادها الحضاري والتاريخي الطويل، كأهم المناطق التي أولت اهتماما حقيقيا للعلم والدراسات القرآنية، وتخرج من معاهدها آلاف الفقهاء والباحثين في علوم الدين، مستحضرة تعاقب احتلالين، برتغالي وإسباني، على منطقة شهدت حربا قاسية في العشرينيات من القرن الماضي أو ما يعرف ب"حرب الريف". وتسترجع "بيت النار" قصف المنطقة بالأسلحة الممنوعة دوليا، ما أدى إلى استسلام "الأمير" محمد عبد الكريم الخطابي والمجاهدين. ويقول الكاتب إن سياق هذا التحول فرض كتابة الرواية، إيمانا منه بأن هذا الفضاء الهام والمهمش تاريخيا يجب استحضاره عبر الكتابة الفنية، أي إعادة التفكير فيه جماليا وإبراز التفاصيل التي تشكل صورته العامة، خصوصا أنه يصور فضاء كان رمزا للتعايش بين المغاربة والإسبان واليهود في مرحلة معينة خلال فترة الحماية؛ ليغوص السارد في حكي قصة جده البطل خلال الحرب ضد المستعمر، يرصد تفاصيلها الخفية وما لم ترصده كتب التاريخ، مستندا إلى روايات جمعها ومراجع أخرى قرأها. يمكن القول إن عبارة "بيت النار"، التي تدل على فضاء معروف في قرى المغرب؛ تلك الغرفة التي تحتوي على الكانون الذي يستخدم في التدفئة، ليست سوى إشارة إلى هذا العالم الذي يحترق؛ حيث تواجه الذات في "بيت النار" عللها الخاصة وتاريخها المهمش، فتبحث في ماضيها عن حاضرها، عما يمكن أن يصنع الطمأنينة. "لقد وجد السارد في الكتابة علاجا لروحه المأزومة، وفي رحلته حلا لاستعادة ذاكرته التي أثقلتها الجراح، كما وجدت فلورا في رحلتها معه ذلك الحنين المفقود والذكريات الغابرة. لنقل إن رواية "بيت النار" هي رواية الذات والقيم المتحولة..نية "التراسل الفوري" أو إجراء مكالمات صوتية، وفق ما ذكره عدد من الناشطين في موقع "تويتر""، يقول هشام مشبال، صاحب "بيت النار".