تعرف مجموعة من أسوار مدينة طنجة، الخاصة ببعض المرافق العمومية والخاصة، تدهورا وتهالكا في بنيته مما يؤذن بسقوطها في أية لحظة، وتسببها في خسائر قد تتجاوز ما هو مادي إلى البشري. ويواصل مجموعة من الجمعويين بالمدينة التنبيه على فترات إلى خطورة هذا الموضوع، حيث لفتوا الانتباه مؤخرا إلى جانب من سور ثانوية مولاي يوسف التقنية بطنجة، المطل على شارع أبي بكر الرازي، والذي تهاوت أطرافه وغزته التشققات من كل جانب، كما ظهرت آثار التصدعات فوق الرصيف المجاور له. واعتبر جمعويون أن حالة كهذه "تتطلب التدخل العاجل لتدارك الموقف قبل أن يتسبب في وقوع كارثة لا تحمد عقباها"، معتبرين أن هذا الوضع "يعكس حالة أسوار عدد من المؤسسات التعليمية التي تظل مهملة إلى أن تنهار ليبقى فضاء المؤسسات مكشوفا، مستباحا ومعرضا لكل أنواع الاعتداءات التي يؤدي التلاميذ وأساتذتهم ثمنها". وشهد مسكن آيل للسقوط بطريق البرتغالبطنجة، مساء يوم الأربعاء 2 يناير 2019، وقوع انهيار جزء من جداره الخارجي وانجراف كتل صخرية، مما دعا السلطات إلى إغلاق الطريق العمومي في وجه حركة السير بالرغم من الدور المحوري لذلك الطريق في التخفيف من اكتظاظ حركة السير . وبالرغم من الإصلاحات الخاصة بترميم سور المدينة في ذلك المحيط، يضيف جمعويون، "فإن أمر ذلك المبنى ترك لأصحاب الملك الذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن القيام بإصلاحه، مما عجل بتزايد الشقوق التي غزت كل جوانبه ، ليتحول في النهاية إلى قنبلة موقوتة بالمنطقة على غرار باقي المباني الآيلة للسقوط داخل مدار المدينة القديمة ، والتي يفوق عددها المائة" . ووقفت الجهات المسؤولة عن المدينة، وفق المصدر ذاته، "عاجزة كليا عن مواجهة هذا التحدي الذي يتطلب تدخلا موازيا من عدة أطراف محلية ومركزية" . وفي واقعة أخرى، قامت السلطات المحلية بطنجة بعملية هدم السور الخارجي لمدرسة يوسف بن تاشفين لوضع لخطر انهياره بسبب الهشاشة، "مما جعل هذه المؤسسة التابعة لمديرية طنجةأصيلة تظل مكشوفة أمام المحيط الخارجي الذي يتحول إلى سوق عشوائي مفتوح لأنه يشكل امتدادا لسوق كاسابراطا، وهو ما يؤرق راحة التلاميذ والعاملين بهذه المؤسسة التي تعاني من كل أنواع المضايقات الناتجة عن تسلل الغرباء واعتدائهم على حرمة المدرسة" يوضح جمعويون. ويطالب ساكنة طنجة عموما بالالتفات إلى هذا المشكل المؤرق درءا لأي خطر قادم، كما تدعو جمعيات المجتمع المدني في بياناتها إلى نفس الأمر، قبل وقوع ما لا يحمد عقباه.