بعد الوقفة الاحتجاجية التي خاضتها أسَر شهداء ومفقودي الصحراء المغربية أمام المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية بالرباط شعر نونبر المنصرم، بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء السنة الماضية، والتي أعقبها حوار مع مسؤولي المؤسسة العسكرية، أعلنت الأسر ذاتها عنْ نقل احتجاجاتها إلى مدينة العيون. الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية أعلنتْ أنّها ستنظم مخيما صيفيا احتجاجيا في مدينة العيون، ابتداء من 18 يوليوز المقبل؛ بعدما لمْ يُفْض الحوار، الذي جمع ممثلين عن الجمعية بمسؤولين عسكريين بالرباط حول الملف الحقوقي والاجتماعي للمعنيين، عن أيّ نتيجة. وتطالب أسر شهداء ومفقودي وأسْرى الصحراء المغربية بالالتفات إلى وضعيتها الاجتماعية والاقتصادية، عبْر تعويضها ماديا ومعنويا، بعد أن فقدت معيليها في حرب الصحراء. كما تطالب بتمكين الأسَر من الحقوق المتعلقة بالسكن والشغل والتطبيب، وإحداث مندوبية سامية تُعنى بهذه الشريحة، على غرار المندوبية السامية لأعضاء المقاومة وجيش التحرير. نقْل الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية احتجاجها إلى مدينة العيون، عبر تنظيم مخيم احتجاجي في حاضرة الصحراء المغربية، يأتي "بعدما ضقنا ذرعا من الوعود الكاذبة"، حسب بيان صادر عن الجمعية، مبرزة أنّ الحوار الذي فُتح مع أسَر الشهداء والمفقودين والأسرى من لدن المسؤولين العسكريين، بعد الوقفة الاحتجاجية التي خاضوها يوم 6 نونبر الماضي، "لم يكن جادا". وجوابا عن سؤال حول اختيار مدينة العيون لتنظيم المخيم الاحتجاجي، قال إبراهيم الحجام، رئيس الجمعية الوطنية لأسَر شهداء ومفقودي وأسْرى الصحراء المغربية، "اخترنا مدينة العيون نظرا لرمزية الأقاليم الجنوبية، ولأن آباءنا الذي استُشهدوا أو فقدوا أو اُسروا، دافعوا عن تلك الأراضي، فضلا عن كون عدد كبير من ذوي الحقوق يوجدون في الأقاليم الجنوبية، وهذا سيحفزهم على الحضور إلى المخيم الاحتجاجي". وأضاف إبراهيم الحجام، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنَّ فكرة تنظيم أسَر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية لمخيم صيفي احتجاجي في مدينة العيون "جاءت لنُوصل رسالة مفادها أنه في الوقت الذي يستمتع فيه الناس بعطلتهم الصيفية في الشواطئ والمصايف فإننا، نحن، نعيش وسط قلق يمتدّ لأربعة عقود وما زال مستمرا إلى اليوم". وأفاد المتحدث ذاته بأنّ المسؤولين العسكريين، الذين جلسوا معهم إلى طاولة الحوار يوم 6 نونبر الماضي في العاصمة الرباط، وعدوهم بتنظيم جولة ثانية من الحوار بعد خمسة عشر يوما، في مدينة القنيطرة؛ لكنّ ذلك لم يتمّ، مضيفا أنّ مسؤولي الجمعية استفسروا عن سبب عدم استدعائهم للحوار المتفق عليه، فاُخبروا من طرف المسؤولين العسكريين الذين حاوروهم في الرباط أنهم ينتظرون الضوء الأخضر من طرف مرؤوسيهم. من جهة ثانية، أعلنت جمعية أسَر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية أنها ستوجّه ملتمسا إلى الملك محمد السادس، "حول موضوع الملف الحقوقي لأسر الشهداء والمفقودين، والدور المخجل لمؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين، وما راكمته من فشل لكونها مؤسسة مشلولة لا طائل يرجى منها". كما أعلنت الجمعية ذاتها عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام أركان الحرب العامة بالرباط يوم 22 يناير الجاري، وتنظيم وقفة رمزية أمام أركان الحرب العامة يوم 14 مايو المقبل بمناسبة ذكرى تأسيس القوات المسلحة الملكية، وتوجيه مذكرة مطلبية إلى رئيس الحكومة والأمناء العامين للأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات الحقوقية والفرق البرلمانية.