قد يفقد "الديربي" البيضاوي، بين الرجاء والوداد، شيئا من رونقه بتهجيره من معقله إلى خارج الدارالبيضاء، كما قد تبخس قيمته بقرار مقاطعته من طرف "الأولتراس"، لكن الثابت في كل القصة، هو استمرار تقاليد الإغاظة بين جماهير الفريقين، فتجد كل طرف قد تصيد زلة أو "فضيحة" للفريق الآخر، يعاد حبك تفصيلها لترفع من درجة الاستفزاز، ويتحول بذلك إلى "كلاش" يقض مضجع المعني، كما قصة "كار فاس" و"الانسحاب" وغيرها من القصص من وحي "الديربي". جضاهيم وإشهاره مسدّساً في وَجه حكم ديربي 97 من بين ما جاء في كلاش "علاش الكار ماجاش من فاس"، الذي تغنت به الجماهير "الرجاوية" إغاظةً لنظيرتها في الضفة المقابلة، هو إشهار المسير، بوبكر جضاهيم"، والذي كان مسؤولاً أمنياً أيضاً بالمدينة، مسدساً في وجه حكم "ديربي" كأس العرش في 97، حيث كان الوداد منهزماً أمام الرجاء وسط صرامة تحكيمية على لاعبي الفريقين. ونفى جضاهيم ما جاء في الرواية جملةً وتفصيلاً، قائلاً "المباراة جرّت عليّ مشاكل كثيرة، وأصدرت حينها الجامعة حكماً بإبعادي عن التسيير الكروي مدى الحياة، لكن عندما كُشفت الحقائق، تم إلغاء العقوبة من طرف الجنرال، حسني بنسليمان، الذي كان حينها على رأس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم". وقال جضاهيم إنه لم يكن يحمل في تلك الفترة مسدسة الوظيفي نظراً لكونه كان قد تقاعد من عمله قبل فترة من موعد المباراة، وبالتالي بُدّدت كل الاتهامات الباطلة، مردفاً "كيف يمكنني إشهار المسدس في وجه الحكم وأنا لا أملكه أصلاً". "3 فْميطا" وانسحاب الرجاء.. "3 فْميطا شوّهناكم، يحسن عوانو مجيد الظلمي.. نتسَالكم مِيطا.." وغيرها، كلها شعارات رفعتها جماهير الوداد تهكماً على "الجراد"، معتبرة أن الفريق "الأخضر" وبالإضافة إلى انسحابه من مباراة "الديربي في 78/79، نجا بنفسه من هزيمة تاريخية حيث كان قبل مغادرته أرضية الميدان منهزماً بثلاثية. وضرب جضاهيم هذا السيناريو "المبالغ فيه" عرض الحائط، قائلاً إن الرجاء البيضاوي حينها كان منهزماً بهدف واحد دون رد فقط، وليس ثلاثة، وأن ما جعل محمد فاخر، قائد الفريق "الأخضر"، آنذاك، لاتخاذ قرار الانسحاب، هو قرار الحكم بمنح ضربة جزاء ثانية للوداد، مع طرد حارس مرمى الرجاء، الأمر الذي اعتبرته مكونات هذا الأخير حيفاً ليغادروا أرضية الميدان قبل انتهاء المباراة. وأضاف "هما مارضاوش.. لأن بيتشو حينها الذي قدم من الرجاء إلى الوداد في انتقال أغاظ عشاق الأخضر، هو من كان سيتكلف بتنفيذ ضربة الجزاء، في وقت لم يكن لدى الرجاء بديلاً لحارسه المطرود ليتطوع الظلمي لتعويضه، لكن محمد فاخر قرر إنزال لاعبيه إلى مستودع ملابس ملعب الأب جيغو آنذاك، وبقي بيتشو جالساً على كرة الهدف الثاني المفترض". عْلاش الكار مَاجاش من فاس؟ أبدى بوبكر جضاهيم، الأب الروحي لنادي الوداد البيضاوي، استغرابه من تفاصيل السيناريو الذي حبكه الجمهور الرجاوي لا لشيء سوى لاستفزاز مكونات الوداد، مشدداً على أن السبب الحقيقي وراء تخلف المغرب الفاسي عن حضوره لمواجهة الفريق "الأحمر" في آخر جولة من بطولة موسم 72-73، هو احتجاجه على المعاملة التي لقيها في الجولة 29 عندما واجه فريق اتحاد سيدي قاسم، النافذ وقتذاك، مردفاً "أنصار اتحاد سيدي قاسم طْلْقُوا على مسؤولي المغرب الفاسي طُوباَّت وحْناش وعقارْب في المنصة الشرفية في فاس، فقرر القائمون على الماص آنذاك في اجتماع لهم مقاطعة البطولة، وهذا ما حدث". وأضاف "لم نكترث لقرار الماص حينها، ودخلت المجموعة الودادية بقيادة المدرب المعروفي في تربص مغلق بالمحمدية استعداداً للمباراة أمام المغرب الفاسي، مردفاً "يوم المباراة، توجهنا لملعب الأب جيكو الذي كان يحتضن لقاءاتنا آنذاك، ودخلنا إلى أرضية الملعب، قبل أن يعلن الحكم لاراش رسمياً، أن المباراة لن تجرى بسبب تخلف الخصم عن الحضور.. كنا نحتاج نقطة وحيدة أمام المغرب الفاسي لضمان البقاء، لكنه تبين بعد نهاية كل مباريات الجولة 30 أنه حتى لو انهزمنا أمام الماص لم نكن لنسقط للقسم الثاني نظراً للنتائج التي حققتها الأندية المعنية بالنزول". * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيّين زوروا Hesport.Com