طفت على السطح من جديد قصة آخر دورات النسخة السابعة عشرة من منافسات الدوري المغربي التي كان بطلاها الوداد البيضاوي والمغرب الفاسي، بعد "الكْلاَش" الذي وجهته الجماهير الرجاوية لنظيرتها الودادية متسائلةً "سَقْسِيوْ البطّة.. علاَش الكَار ماجاش من فاس فْ 73". هذه القصة التي تعود تفاصيلها إلى موسم 72-73 تشبت فيها الرجاويون بسيناريو تواطؤ المسؤولين الفاسيين مع نظرائهم من الوداد من أجل إنقاذ هذا الأخير من سقوط محتوم للقسم الوطني الثاني رفقة اليوسفيةالرباطية، حيث كان منتظراً حينها أن يستقبل الوداد فريق المغرب الفاسي، المعني آنذاك بلقب البطولة برسم الدورة الثلاثين، قبل أن يتفاجأ الجميع بعدم حضور الماص لملعب الأب جيكو، بحجة أن حافلته تعرضت لعطب تقني. "عطب" جعل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تعتبر حينها المغرب الفاسي منهزماً "فورفي" حيث تم حذف نقطة من رصيده مع إضافة أربع نقاط للوداد، ضمنت له مكانةً ضمن القسم الوطني الأول، ليتوج آنذاك النادي القنيطري باللقب بفارق نقطة واحدة عن الماص، وتهبط اليوسفيةالرباطية ونادي الجمارك، الإسم القديم للراك، للقسم الوطني الثاني. "هسبرس الرياضية" حاولت ربط الأحداث ونقل روايات متداخلين في القصة، على لسان ثلاثي عايش الواقعة سنة 1973. جضاهيم: "الكَار" تفصيل وَهْمي أبدى بوبكر جضاهيم، الأب الروحي لنادي الوداد البيضاوي، استغرابه من تفاصيل السيناريو الذي حبكه الجمهور الرجاوي لا لشيء سوى لاستفزاز مكونات الوداد، مشدداً "الكَار تفصيل وهمي في قصة كل ما فيها أن المغرب الفاسي لم يحضر المباراة برسم الدورة 30 التي كانت مقررةً أن يحل فيها ضيفاً علينا آنذاك لأسباب معروفة.. صحيح أن الوداد كان مهدداً حينها لكن كُلّشي كان بإيدّنا حِيت حتى حاجة مَا تْحسمَات". وعن سبب عدم حضور المغرب الفاسي، قال عضو المكتب المسير للنادي في عهدة المرحوم عبد الرزاق مكوار آنذاك، إن مكتب الماص كان قد أعلن فور انتهاء مباراته أمام اتحاد سيدي قاسم برسم الدورة 29 أنه سيقاطع الدورة الأخيرة من البطولة، بسبب السلوكات غير الرياضية التي طالت مكونات الفريق الفاسي من الجمهور القاسمي..". حينها، يوضح جضاهيم، أنه لم يتم الاكتراث بقرار الماص، لتدخل المجموعة الودادية بقيادة المدرب المعروفي في تربص مغلق بالمحمدية استعداداً للمباراة أمام المغرب الفاسي، مردفاً "يوم المباراة، توجهنا لملعب الأب جيكو الذي كان يحتضن لقاءاتنا آنذاك، ودخلنا إلى أرضية الملعب، قبل أن يعلن الحكم لاراش رسمياً أن المباراة لن تجرى بسبب تخلف الخصم عن الحضور، بعد انقضاء المدة القانونية للتأخير المفترض للماص". أحرضَان: الحْسَاب كان فِإيدّنا وقُولو ل"الجّراد" يْتفكّر 76 و88 نفى العربي أحرضان، اللاعب السابق في صفوف الوداد البيضاوي والدولي المغربي السابق الذي عايش القصة عام 1973، أن يكون مسؤولو ناديه آنذاك قد اتفقوا مع المغرب الفاسي لإنقاذ الوداد من الهبوط، مشيراً إلى أنه "باستثناء يوسفية الرباط التي ضمنت رسمياً سقوطها إلى الوطني الثاني، فالوداد كانت أفضل حالاً حسابياً مقارنةً مع المهددين الآخرين، ويتعلق الأمر بنادي الجمارك، الراك حالياً، وشباب المحمدية واتحاد سيدي قاسم، حيث أن تحقيق نتيجة التعادل كان كفيلاً بضماننا البقاء، والهزيمة كانت ستجبرنا على انتظار نتائج الأندية الأخرى"، يقول أحرضان. وأبى المتحدث نفسه الخوض في تفاصيل قصة اعتبرها من نسج خيال الحاقدين، ذلك أن وضعية الوداد آنذاك كانت مريحة، ولا تدعو لبرم الفريق الأحمر لأية اتفاقات وهو المعروف بوفائه ل"لعب الكرة" مهما كلفه الأمر من خدمة مصالح الغريم التقليدي، الرجاء البيضاوي، مردفاً "أكثر فرقة كاَتْلعب الكُورة فهاذ البلاَد هي الوداد، نلعب كل مباراة من أجل الظفر بنقاطها ولا نحسب خطواتنا.." "قُولوا لجمهور الرجاء أن يتذكر موسم 75-76 عندما كان الفريق الأخضر يصارع من أجل البقاء رفقة الكوكب المراكشي، وكان يحتاج لهزيمة هذا الأخير لضمان البقاء، حينها كانت الجولة الأخيرة ستجمعنا بالبهجاويين، ففزنا عليهم، وبقيت الرجاء آنذاك في قسم الأضواء بفضلنا.. وليتذكروا أيضاً موسم 87-88 عندما هتفوا باسم الوداد في مركب محمد الخامس، حينها كان الرجاء ينافس على البطولة مع الكوكب مرة أخرى، وهزمناهم خارج الديار لنَزُفّ الرجاء بطلاً لأول مرة في تاريخه". "الهزّاز: نُفوذ سيدي قاسم و"الطُّوبَّات" والحكَم سبب انسحابنا كشف حميد الهزاز، حارس مرمى المنتخب المغربي والمغرب الفاسي سابقاً، أن الأسباب التي دفعت ناديه آنذاك للانسحاب من البطولة لا علاقة لها بوضعية أي فريق في سبورة ترتيب الدوري، موضحاً أن قرار مقاطعة الماص للجولة الأخيرة من البطولة كان احتجاجاً منه على مجموعة من السلوكات والأحداث اللارياضية التي مست بكرامة جميع مكونات النادي خلال الدورة 29 التي جمعته باتحاد سيدي قاسم النافذ آنذاك، نافياً أن يكون قد تحجج حينها بلحاق عطب بحافلة النادي. أنصار اتحاد سيدي قاسم طْلْقُوا على مسؤولي المغرب الفاسي طُوباَّت وحَشرات في المنصة الشرفية في فاس، والحكم حجام الذي قاد اللقاء آنذاك متحيزاً للضيوف أخرج المباراة متعادلةً كما أرادها.."، نتيجة ذلك، عقد المكتب المسير للمغرب الفاسي اجتماع بعد نهاية اللقاء ليعلن قراره بمقاطعة المباراة المتبقية في الدوري أمام الوداد البيضاوي.. هكذا لخص الهزاز قصة انسحاب فريقه من البطولة على بعد دورة من نهايتها، مضحياً بدرعها احتجاجاً على الأحداث التي عرفتها مباراة ناديه أمام اتحاد سيدي قاسم.