صدر للباحثة المغربية سعيدة الأشهب كتاب جديد بعنوان "الزاوية الريسونية: التاريخ والأدوار"، عن منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. وعملت الأشهب في كتابها حول الزاوية الريسونية، حسب ورقة لمصلحة نشر المندوبية، على "إظهار تجربة صوفية جزولية شاذلية رائدة في منطقة الهبط، مضيفة بذلك إلى خزانة البحوث فصلاً من فصول النهضة التربوية والروحية والجهادية في الشمال الغربي المغربي". ويأتي نشر هذا الكتاب الجديد حسب ورقة المندوبية، "إدراكا منها للجذُور الضاربة في العمق لمؤسسة الرباطات والزوايا في أعماق تاريخ المغرب، ولسجلّها الثري في تأطير المجتمع ثقافيا واجتماعيا وسياسيا"، مذكّرة ب"مبادرتها من قبل بمقاربة موضوع دور الزوايا ومكانتها في مسيرة الكفاح الوطني، وتسليطها الأضواء الكاشفة على هذا المكنون التاريخي بمنهجية البحث الأكاديمي الرصين في الاستكشاف والتحليل الموضوعي من أجل استجلاء الحقيقة التاريخية". وتمكَّنت الباحثة في كتابها، حسب المصدر نفسه، من "الإلمام بكل صغيرة وكبيرة عن الظرفية التي نشأت فيها الزاوية الريسونية، مع كل التحولات التي عاشها المغاربة خلال القرن 16 الميلادي، خاصة عند مواجهة مخاطر الغزو البرتغالي للمدن الساحلية، مظهرة في تحليلها للمادة الصوفية حسا دقيقا يدرك مكامن خصوصيتها المستمدّة من الأصول السنية والنهج الشاذلي". وعرّفت ورقة مندوبية قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالطريقة الريسونية التي "انطلقت من مجال مبدع الطريقة أبي الحسن الشاذلي وشيخه القطب عبد السلام ابن ريسون، مستغلّة أصداءه في كل قبائل "جبل العلم"، و"بني عروس"، ومداشر المنطقة ومدنها"، مضيفة أن اللافت للنظر هو كون "القطب الريسوني الأول حاول الجمع بين التصوف والشرف، وبدا وكأنه يطمح إلى وراثة تراث عبد السلام بن مشيش الروحي، ووضع ممهدات لبروز الأسرة الريسونية الشريفة في المجتمع الجبلي، وفي إثبات هويتها بشكل مستقل عن باقي فروع العلميين، علما أن كثيرا من الأسر العلمية ظلت تستمد نفوذها الروحي من سلطة الضريح المشيشي، ولم تجدد نفسها صوفيا".