في الذكرى التاسعة بتعداد الشهور التي قضتها حركة 20 فبراير في الشوارع مطالبة بإسقاط الفساد والاستبداد ،كانت شوارع مدينة طنجة يومه الأحد 20 نونبر على موعد وصف ب"التاريخي" بالنظار للحشود البشرية التي تقاطرت على ساحة "التغيير" في وقت مبكر استجابة لنداء الحركة الذي دعت فيه عموم الطنجيين إلى مسيرة شعبية لإعلان مقاطعة الانتخابات التي تجري يوم الجمعة المقبل. وبدا أن أسبوع التعبئة الميدانية الذي دشنه شباب الحركة منذ الأحد الماضي قد أتى ثماره بشكل جيد ،مع خروج مسيرات حاشدة من مناطق مختلفة بالمدينة قاصدة ساحة "التغيير" حيث مركز الانطلاق التقليدي لكل مسيرات 20 فبراير في حين واصلت السلطات حصارها للساحة مع إنزال أمني كثيف قياسا على العدد من رجال الأمن الذي يتم به حصار الساحة عادة. العنوان العريض لمسيرة الأحد كان واحدا بينما أخذ أشكالا تعبيرية متعددة ،حيث عبر المشاركون الذين تجاوز عددهم ال100 ألف مشارك عن رفضهم لانتخابات 25 نونبر بإبداعات متعددة تراوحت بين رسوم كاريكاتورية وصور لمعتقلين سياسيين ولافتات تحمل إحصائيات بحجم الاختلاسات التي مست قطاعات عمومية متعددة،بينما ركزت الشعارات المرفوعة بدورها على المواطن المغربي واستهدفته بشكل مباشر مطالبة إياه بقطع الطريق على ألاعيب "المخزن" ، "باي باي زمان الطاعة ...هدا زمان المقاطعة" ،"يامغربي بدرك هل...المقاطعة هي الحل"،"يامغربي جا وقتك....نوض هدار على حقك "،"طنجة الأبية....المقاطعة شعبية". المسيرة التي انطلقت في حدود الساعة الرابعة مساء أخذت مسارا طويلا شمل شوارع وأحياء شعبية عديدة بالمدينة (بني مكادة،بن ديبان، كاصاباراطا،شارع أطلس، شارع أنفا،شارع فاس،شارمكسيك، شارع محمد الخامس) قبل أن تختم المسير الحاشدة عند حدود الثامنة مساء. وكان لافتا التعاطف الشعبي الكبير مع شعارات حركة 20 فبراير بدليل التزايد الملفت لأعداد المحتجين عقب المرور بالأحياء ذات الكثافة السكانية أو بأحد الشوارع حيث لوحظ تراجع كبير في عدد المتفرجين الذين كان يحلو لهم مراقبة المسيرة عن بعد لينخرط الجميع في رفع الشعارات التي تعددت إيقاعاتها ورسائلها. بينما شكل حضور العديد من الوجوه المعروفة لدى الشارع الطنجي بالعمل لدى سماسرة الانتخابات مقابل تعويضات مادية موضوعا دسما تناوله المحتجون باستغراب كبير،في حين توارت الحملات الانتخابية المحتشمة ليتسيد صوت المقاطعة مساء طنجة في أمسية وصفها نشطاء الحركة بالخالدة. كما عاينت "هسبريس" نجيب بوليف وكيل لائحة المصباح يراقب المسيرة عن قرب أثناء مرورها أمام مسجد الأندلس،وكذا عرفت المسيرة حضور قناة " كنال بلوس " الفرنسية التي تعد برنامجا خاصا عن الانتخابات في المغرب. الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات في مسيرة اليوم مرت بهدوء في غياب شبه كامل للعناصر الأمنية باستثناء الإنزال الكبير بساحة التغيير،ودون تسجيل أي احتكاك غير مرغوب فيه لتتم تلاوة البيان الختامي الذي تم فيه التأكيد على عزم مناضلي الحركة المضي قدما في "معركة المقاطعة العملية من خلال المشاركة المباشرة في الأشكال الاحتجاجية من وقفات ومسيرات بدل الإمتناع السلبي عن التصويت فقط " والرهان على تسجيل أدنى مشاركة في تاريخ الانتخابات كرد قوي على مناورات ما أسماه البيان ب"المخزن"،بينما تم تجديد الدعوة للمشاركين لاستئناف حملة المقاطعة يوم الاثنين 21 نونبر حيث ضربوا موعدا في حي طنجة البالية مع الساعة السادسة مساء.