تفاعلات متسارعة تحملها قضية الصحراء، بعد تصريحات جون بولتون، مستشار الأمن القومي، بخصوص دور بعثة المينورسو؛ فقد شدد أليس بورت، وزير الخارجية البريطاني، بدوره على أن "التمديد للبعثة الأممية لمدة ستة أشهر يظهر إرادة المجتمع الدولي من أجل حصول تقدم على مستوى العملية السياسية"، مجددا دعمه لاستمرارها في أفق إيجاد حل نهائي مقبول من كل أطراف النزاع، والذي قد يستغرق وقتا بحكم طبيعة الصراع القائم". وأضاف وزير الخارجية المكلف بقضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في ندوة صحافية، أن "بلاده وافقت على القرار 2440 الذي تم وفقه تمديد فترة بعثة المينورسو"، مشيدا بمخرجات المائدة المستديرة التي عقدت في جنيف بطلب من المبعوث الأممي هورست كولر، ومذكرا بأن "المملكة المتحدة تشدد على ضرورة التعاون مع الأممالمتحدة من أجل الوصول إلى تقدم نحو التسوية". وتعود آخر زيارة للمسؤول الحكومي البريطاني إلى شهر يناير الماضي، وأورد خلالها أن "موقف بريطانيا ثابت ولا يتغير من قضية الصحراء، ويدعم المجهودات التي تقوم بها الأممالمتحدة لتسوية النزاع بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو". وأضاف أن بلاده "ترحب وتثمن الخطوات التي يقوم بها المغرب حيال هذه القضية". كريم عايش، الخبير في القضايا الإستراتيجية، قال إن "الموقف البريطاني لم يتغير منذ لقاء وزير الشؤون الخارجية المكلف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنظيره المغربي، وهو يعزز موقف بلاده من جدية المقاربة البريطانية والمبنية على البراغماتية في التعاطي مع ملفات توليها الحكومة البريطانية عناية خاصة، والدليل على ذلك هو تخصيص وزير لمنطقة مينا المثقلة بالمشاكل الجيوستراتيجية". وأضاف عضو مركز الرباط للدراسات، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "نزاع الصحراء يشد أعين العالم لعدة عوامل مؤثرة، خاصة تمركزه جنوب أوروبا واتصاله بمنطقة الساحل والصحراء الكبرى معقل الحركات الإرهابية المتنوعة وحاضنة مستقبلية لتنظيم الدولة وبقايا القاعدة". وأوضح المتحدث أن "أليس بورت تحرك بشكل كبير في كواليس منتدى ميونيخ الإستراتيجي مطلع هذه السنة، والتقى مع الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة والعديد من الدبلوماسيين لتسجيل الموقف البريطاني وتدعيم رأيه وبالتالي إبراز حضور المملكة المتحدة كمتتبع جدي وفاعل في القضية". وزاد عايش أن "الموقف البريطاني يرتكز بالأساس على الحل في بعده السياسي، لكن وفق أمد طويل"، مشيرا إلى أن "الواقع قد يكون غير مطابق لتوقعات بريطانيا والمبنية أساسا على السياق التاريخي، وهو تحليل غالبا ما يُضعف السياق الحاضر ويتجاهل استنتاجات غير محسوبة مسبقا".