أعلن مجلس الأمن الدولي عودة النقاش حول النزاع الإقليمي على الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو خلال شهر غشت الجاري؛ في حين يرتقب أن يقدم المبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كولر، إحاطة الأسبوع المقبل حول آخر تطورات اتصالاته مع أطراف الملف، بعد زيارته إلى المنطقة. وكان الموفد الأممي قام بداية يوليوز الماضي بزيارة واسعة إلى المنطقة، شملت، لأول مرة، الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، ومخيمات تندوف، والجزائر، وموريتانيا، قبل أن يختتم جولته بزيارة إلى إسبانيا، باعتبارها مستعمرة سابقة للأراضي الصحراوية. وتتزامن مناقشة ملف الصحراء المغربية مع استلام بريطانيا أمس الأربعاء رئاسة مجلس الأمن الدولي من دولة السويد. وسبق لوزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أليستر بيرت، أن أجرى مباحثات خاصة حول الصحراء في يناير الماضي مع الوسيط الأممي. وتدعم بريطانيا الموقف الأممي لحل نزاع الصحراء، كما أكدت أنها سجلت الجهود "الجدية وذات المصداقية" التي يبذلها المغرب "للمضي قدما" نحو الوصول إلى تسوية لقضية الصحراء؛ وذلك خلال لقاء قبل أسابيع بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، وكاتب الدولة البريطاني في الشؤون الخارجية والكومنويلث بوريس جونسون. ومباشرة بعد الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الدبلوماسية المغربية إلى لندن، نزلت البوليساريو بثقلها في هذا البلد الأنجلوساكسوني، حيث استقبل وفد عن الجبهة الانفصالية بمقر وزارة الخارجية البريطانية للدفاع عن الموقف الانفصالي أمام المسؤولين البريطانيين. وحاول بعض النواب البريطانيين الشهر الماضي الضغط على لندن تزامناً مع مفاوضات تجديد اتفاق الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي، حيث وجهوا للحكومة البريطانية عشرات الأسئلة حول "استغلال الرباط لثروات الصحراء الطبيعية بعد صدور قرار محكمة العدل الأوروبية"؛ غير أن مناورات الخصوم باءت بالفشل بالتوقيع قبل أيام على الاتفاقية الجديدة للصيد البحري، بعد مفاوضات بدأت منذ أبريل الماضي. وأعلن مجلس الأمن الدولي، على موقعه الرسمي، أن جدول أعمال دورة غشت يتضمن أيضاً قضايا هامة، أبرزها أزمة الروهينجا في ميانمار، وعملية السلام في الشرق الأوسط، واليمن، وسوريا، وبوروندي، وكوريا الشمالية والعراق، إضافة إلى مناقشة قضايا حول الصراعات في العالم وعمليات حفظ السلام ومكافحة الإرهاب.