على الرغم من إقرارِ الوفود الأربعة المُشاركة في مباحثات جنيف حول الوضع في الصحراء بأنَّ مخرجات المائدة المستديرة التي أدارها المبعوث الأممي، هورست كولر، وجمعَ حولها الأطراف المتنازعة، "كانت إيجابية"؛ فإنَّ جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، ذكَرَ بأنَّهُ يشعرُ "بخيبة أمل" كبيرة بسبب عدم حل نزاع الصحراء، الذي هو "نزاعٌ طويل الأمد". وقال مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه "يشعرُ بخيبة أمل كبيرة من حقيقة أن الصراع في الصحراء لم يتم حله، بعدَ مرور أزيد من أربعين سنة على اندلاعِ المشكل"، مُحذراً في إجابته عن أسئلة الصحافيين مساء أمس الخميس من أن "الولاياتالمتحدة ستطلب "إنهاء" مهمات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في أفريقيا كونها "لا تجلب السلام الدائم". وأضافَ "رجل المهمَّات الصعبة" في إدارة دونالد ترامب وهو يجيبُ عن أسئلة وسائل إعلام على هامش مشاركته في مركز بحثي في واشنطن حيث طرح إستراتيجية إدارة الرئيس دونالد ترامب الجديدة بخصوص إفريقيا: "أودُّ أنْ أرى حلًا في الصحراء"، وزاد: "أودُّ أن يجد هذا النزاع طريقا إلى الحل إذا تمكنت الأطراف من الاتفاق على طريق للمضي قدما". وقال بولتون، لدى عرضه "الإستراتيجية الجديدة" لإدارة الرئيس دونالد ترامب للقارة الإفريقية، إنه ستتم إعادة النظر في المساعدات الاقتصادية لضمان الحصول على نتائج، في وقت يريد فيه ترامب أن يخفض بشكل كبير موارد الميزانية المخصصة للدبلوماسية. وخاطبَ بولتون، الذي يوصف بأنه من المحافظين الجدد، الصحافيين الحاضرين قائلاً: "أيها السيدات والسادة، 27 سنة من نشر قوة حفظ السلام هذه، 27 سنة وما زال هناك مشكل؟ كيف يمكنك أن نُبرر ذلك؟"، قبل أن يزيدَ: "أنا أحترمُ "الشعب الصحراوي"، ولدي احترام كبير لحكومة وشعب المغرب والجزائر، لكن أليس هناك طريقة لحل المشكل؟"، تعجَّب بولتون بإحباط شديدٍ. وتأتي خرجة بولتون، الذي سبق له أن عملَ سفيرا للولايات المتحدة لدى الأممالمتحدة في الفترة ما بين 2005 و2006 كعضو معين من قبل الرئيس جورج بوش، على بُعد أيام قليلة من انتهاء محادثات جنيف التي ترعاها الأممالمتحدة بشأن الصحراء المتنازع عليها قبل أسبوع دون إحراز تقدم؛ لكن مبعوث الأممالمتحدة هورست كولر قال إن جميع الأطراف اتفقت على الاجتماع مجددا في مطلع 2019. وفشلت جهود الأممالمتحدة مرارا في التوصل إلى تسوية بشأن الصحراء. وعلى مدى أزيد من 27 سنة، حاولت بعثة المينورسو وعدد من مبعوثي الأممالمتحدة إلى الصحراء التوسط لإيجاد حل لهذا النزاع طويل الأمد، والذي يؤثر على العلاقات المغربية الجزائرية؛ في حين تركت موريتانيا النزاع جانباً، واستمرت جبهة البوليساريو في محاربة المغرب إلى أن توصلت الأممالمتحدة إلى وقف إطلاق النار عام 1991. ومعروف أن موقف الإدارة الأمريكية من النزاع في الصحراء تشوبهُ ضبابية، خاصة في ظلّ وجود مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، الذي كان سفيراً للولايات المتحدة في الأممالمتحدة من 2005 إلى 2006، وهو معروف بحرصهِ على تقليص حجم "بعثات الأممالمتحدة لحفظ السلام". والآن، وجود بولتون في البيت الأبيض جدد شهيته على ما يبدو ليس فقط لإغلاق بعثات الأممالمتحدة طويلة الأمد مثل المينورسو، بل "يبدو أنه سيلعب دوراً كبيراً بالتأكيد"، يقول مصدر دبلوماسي، مضيفاً: "كانت هناك بالفعل قوة دافعة" من قبل الولاياتالمتحدة تحت قيادة السفيرة نيكي هالي، ولكن منذ أن أصبح بولتون مستشاراً للأمن القومي، فإنَّ "الأمور اشتدت أكثر".