بعد الجدل الواسع الذي أثارته تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون حول تصور الولاياتالمتحدة لنزاع الصحراء وبعثة "المينورسو"، حاول المتحدث باسم الخارجية الأمريكية التخفيف من هول خطة إدارة ترامب في إفريقيا. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن "واشنطن تدعم بقوة مبعوث الأممالمتحدة إلى الصحراء الرئيس الألماني السابق، هورست كولر، لأنه يعمل على تحقيق حل عادل ودائم ومقبول من قبل المغرب وجبهة البوليساريو، ويضمن حق تقرير المصير للشعب الصحراوي". وحول تلويح مستشار الأمن القومي بضرورة تنظيم بعثة "المينورسو" للاستفتاء في الصحراء من خلال تذكيره بأنه "كان يتعين تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء، ولكن للأسف بعد 27 سنة لم يسجل أي تقدم في هذا الصدد"، تهرب المتحدث باسم الخارجية من توضيح موقف الإدارة الأمريكية من هذه المسألة التي يرفضها المغرب بشكل قاطع. ولم يقدم المسؤول الأمريكي أي رأي بخصوص خيار الاستفتاء، وقال في تصريحات نقلتها الصحافة الأمريكية: "بالنسبة إلى ملاحظات مستشار الأمن القومي جون بولتون فإننا نؤجلها إلى مجلس الأمن القومي". ومجلس الأمن القومي، الذي يعرف اختصارا بNSC ، هو مجلس تابع للرئاسة الأمريكية يختص بقضايا الأمن القومي والأمور المتعلقة بالسياسة الخارجية. وكان مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد أنه "يشعرُ بخيبة أمل كبيرة من حقيقة أن الصراع في الصحراء لم يتم حله بعدَ مرور أزيد من أربعين سنة على اندلاعِ المشكل"، مُحذراً من أن الولاياتالمتحدة ستطلب "إنهاء" مهمات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في إفريقيا، لكونها "لا تجلب السلام الدائم". وبخصوص مطلب الاستفتاء، يؤكد المغرب تشبثه المطلق بوحدته الترابية، ورفضه أي حل من شأنه المساس بها. وقال وزير الخارجية ناصر بوريطة، في تصريح سابق: "هناك أمور غير قابلة للتفاوض بالنسبة للمغرب، ويتعلق الأمر هنا بأي حل يمس بالوحدة الترابية للمملكة، أو ينص على خيار الاستفتاء". ورحبت جبهة البوليساريو الانفصالية بالموقف الذي عبر عنه مستشار الأمن القومي، بداعي أنه "يدفع نحو تسوية النزاع بالضغط على الطرفين بتقليص بعثة المينورسو والتهديد بسحب بعثة السلام من الأقاليم المتنازع عليها". مصادر متابعة لملف الصحراء ترى أن سحب قوات حفظ السلام من الصحراء "شأن لا يعني المغرب إذا رغبت الأممالمتحدة في ذلك"، مشيرة في تصريحات لهسبريس إلى أن "المملكة تتوفر على قواتها العسكرية والأمنية التي من شأنها أن تحفظ أمن المنطقة بدون الحاجة إلى بعثة المينورسو".