تحرُّكٌ أمريكيٌّ يلوحُ في أفق نزاعِ الصحراء، بعدما أعلنَ مُستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، "وقف تمويلِ بعثات الأممالمتحدة لحفظ السلام التي طال أمدها، والتي لم تنجح في تحقيق الأهداف المتوخاة منها"؛ وهي إشارة ضمنية إلى فشل "المينورسو" في تحقيقِ أهدافها في الصحراء، وذلكَ في أعقاب انعقادِ المائدة المستديرة التي دعا إليها الممثل الشخصي للأمين العام المعني بالصحراء. وعلى الرّغم من إقرارِ الوفود الأربعة المُشاركة في مباحثات جنيف حول الوضع في الصحراء بأنَّ مخرجات المائدة المستديرة التي أدارها المبعوث الأممي، هورست كولر، وجمعَ حولها الأطراف المتنازعة، "كانت إيجابية"؛ فإنَّ جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، ذكَرَ بأنَّهُ يشعرُ "بخيبة أمل" كبيرة بسبب عدم حل نزاع الصحراء، الذي هو "نزاعٌ طويل الأمد". المسؤول الأمريكي البارز في إدارة دونالد ترامب أكَّدَ عزم الإدارة الأمريكية الحالية القطع مع تلكؤ الأممالمتحدة في إنهاء النزاعات الموجودة على أجندتها وغياب أي إرادة سياسية قوية من طرف مجلس الأمن لإيجاد مقاربة مبتكرة لتعبيد الطريق للتوصل إلى حلول نهائية لها. وتأتي خرجة بولتون، الذي سبق له أن عملَ سفيرا للولايات المتحدة لدى الأممالمتحدة في الفترة ما بين 2005 و2006، كعضو معين من قبل الرئيس جورج بوش، بعد أيام قليلة من انتهاء محادثات جنيف التي رعتها الأممالمتحدة بشأن الصحراء المتنازع عليها قبل أسبوع دون إحراز تقدم، لكن مبعوث الأممالمتحدة هورست كولر قال إن جميع الأطراف اتفقت على الاجتماع مجددا في مطلع 2019. ويرى سمير بنيس، المستشار الدبلوماسي، أنَّ النبرة التي تحدث بها بولتون تعكسُ أنه سيُتابعُ كل التفاصيل المتعلقة بالملف خلال الأسابيع والشهور القليلة القادمة، وأنه سيعمل على تنفيذ خطته والضغط على مجلس الأمن وأطراف النزاع من أجل إظهار جدية وواقعية أكثر للتوصل إلى حل سياسي لهذا النزاع". وأمام هذا المستجد، يؤكد بنيس أن على الدبلوماسية المغربية أن تكون في حالة تأهب وتعبئة منقطعة النظير لتفادي وقوع أي تطور من شأنه أن ينسف الجهود التي قامت بها لخلق ديناميكية تميل شيئاً ما نحو الطرح المغربي". ويشيرُ المحلل والخبير في ملف الصحراء الذي سبقَ له أن عملَ داخل أروقة الأممالمتحدة إلى أنَّ بولتون سيعمل على تنفيذ ما فشل في تنفيذه حينما كان مساعداً للمبعوث الأممي السابق جيمس بيكر، أو حينما كان سفيراً للولايات المتحدة لدى الأممالمتحدة خلال الفترة ما بين 2005 و2006. وقال المصرح لهسبريس إن "التقرب من وزير الخارجية الأمريكي من شأنهِ خلق نوع من التوازن داخل الإدارة الأمريكية بخصوص المغرب، وسيدفع بها إلى عدم اتخاذ أي قرارات من شأنها أن تعصف بالعلاقات الثنائية التي تجمع بين المغرب والولايات المتحدة". ودعا المتحدث المغرب إلى التحرك أكثر من أي وقت مضى داخل أروقة غرفتي الكونغرس الأمريكي، خاصةً مجلس الشيوخ الذي لطالما عجزت المملكة عن تحقيق أي اختراق له من أجل إقناع الأعضاء النافذين فيه بموقفها من النزاع.