يشهد مجلس الأمن الدولي نقاشاً حاداً بين أعضائه حول فترة التمديد لبعثة "المينورسو" بالصحراء؛ إذ طالبت فرنسا، حليف المغرب بالمنظمة الدولية، بالتمديد للبعثة الأممية لمدة سنة، بينما تطالب الولاياتالمتحدةالأمريكية بالتجديد لمدة ستة أشهر فقط. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، اقترح في تقريره إلى مجلس الأمن، العودة إلى الصيغة القديمة في عمل بعثة "المينورسو"، أي التمديد لمدة سنة، معللاً ذلك بدعم استئناف المفاوضات السياسية المرتقبة في جنيف. وقال الممثل الدائم لفرنسا لدى الأممالمتحدة في نيويورك، فرنسوا ديلات، إن موقف الجمهورية الفرنسية هو الدفع من أجل تجديد ولاية المينورسو لمدة سنة واحدة، وفقا للتوصيات الصادرة عن الأمين العام غوتيريس. وأضاف المسؤول الفرنسي، في تصريحات لوسائل إعلام دولية نقلتها وكالة "فرانس برس"، على هامش انعقاد اجتماع لمجلس الأمن الدولي خصص لمناقشة بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء: "نعتقد أن هذا الاتجاه أمر إيجابي لقضية الصحراء ومن الضروري استثمار هذا الزخم، وهذا هو موقف فرنسا الذي يؤكد ضرورة الاستقرار على الأرض من جهة، والزخم السياسي من جهة أخرى". في مقابل هذا التوجه الفرنسي، تقدمت الولاياتالمتحدةالأمريكية بمقترح في الاجتماع ذاته من أجل تمديد مدة ولاية "المينورسو" لستة أشهر فقط. وقال مصدر دبلوماسي، غير راغب في كشف اسمه، في تصريح للمنبر الفرنسي: "إن أمريكا كانت حازمة جداً في مقترحها". وتعتقد الإدارة الأمريكية أن التمديد لمدة ستة أشهر فقط "من شأنه أن يُبقي ضغوطاً على أطراف النزاع بدليل استئناف المناقشات المرتقبة في جنيف السويسرية بين المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا"، وفق تعبير المصدر الدبلوماسي. وحول المقترح القاضي بالتمديد لمدة 6 أشهر، ربطت مصادر مطلعة ذلك بالتحركات التي يقوم بها مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، الذي يُوصف ب"صديق البوليساريو". وقالت مصادر هسبريس: "هناك توجه أمريكي يهدف إلى الإبقاء على ملف الصحراء حاضراً على طول السنة داخل الأممالمتحدة". ويرتقب أن يلتقي أطراف النزاع في "مائدة مستديرة" يومي 4 و5 دجنبر القادم، بدعوة من المبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كولر. ووافقت الرباط رسمياً على المشاركة في هذه المحادثات "بالنظر إلى كون هذه الدعوة موجهة إلى الجزائر وموريتانيا في مائدة مستديرة".