في تقرير يحمل مؤشرات سلبية إلى الدبلوماسية المغربية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، المغرب وجبهة البوليساريو إلى استئناف المفاوضات حول الصحراء "بدون شروط مسبقة" و"بحسن نية" خلال الجولة الجديدة المرتقب انطلاقها يومي 4 و5 دجنبر في مدينة جنيف السويسرية. التقرير الذي وضعه الأمين العام للأمم المتحدة على طاولة مجلس الأمن الدولي قبل اتخاذ قرار أممي جديد بشأن الوضع في الصحراء أكد أن المغرب وجبهة البوليساريو وافقا على المشاركة في هذه المحادثات التمهيدية، في وقت لم تكشف الرباط رسميا موقفها من الدعوة التي وجهها المبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كولر، إلى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة. وكان كولر حدد 20 من شهر أكتوبر الجاري كآخر أجل لإبداء موقف صريح من العودة إلى المباحثات بشأن الصحراء، والبت في الدعوات التي وجهها إلى المغرب والجزائر وجبهة البوليساريو وموريتانيا، في أفق الجلوس إلى طاولة المفاوضات بالعاصمة السويسرية جنيف يومي 4 و5 دجنبر القادم. ويبدو أن الأممالمتحدة تفتقد بدورها إلى البوصلة لحلحلة هذا النزاع الإقليمي المعقد؛ ففي وقت قلص مجلس الأمن مهمة بعثة "المينورسو" بالصحراء، طبقاً للقرار رقم 2414، من سنة إلى ستة أشهر، يقترح غوتيريس، حسب تسريبات أولية، العودة إلى الصيغة القديمة في عمل هذه البعثة الأممية، أي التمديد لمدة سنة، معللاً ذلك بدعم استئناف المفاوضات السياسية المرتقبة في جنيف. ويخالف هذا المقترح تصريحات سابقة عبر عنها كولر، الذي أكد أن خفض مدة التمديد لبعثة الأممالمتحدة بالصحراء "فرصة لخلق دينامية وطريقة تفكير جديدة ونقطة تحول قد تؤدي في نهاية المطاف بعد الكثير من المباحثات إلى إيجاد حل يرضي الطرفين ويزيل العراقيل عن عقبة التنمية في شمال إفريقيا". ويبدو أن استمرار "المينورسو" في الصحراء لا يحظى بالتوافق داخل مجلس الأمن، إذ كشف دبلوماسي أمريكي، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، أن "الجميع في مجلس الأمن مقتنعون بضرورة استمرار البعثة الأممية في عملها، باستثناء الأمريكيين". لكن غوتيريس شدد في تقريره على أن "الحفاظ على ظروف سلمية ومستقرة على الأرض أمر ضروري لاستئناف العملية السياسية"، وتابع بأن "مهمة مينورسو تبقى عنصرًا أساسيًا للأمم المتحدة من أجل التوصّل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين". وعن دور باقي أطراف النزاع، أشار التقرير الذي توصل به الأعضاء ال15 في مجلس الأمن إلى استعداد الجزائر وموريتانيا لتأدية "دور أكثر نشاطًا في عملية التفاوض"، وتحدث عن "مؤشّر مشجّع" من جانب المغرب عندما سهّل تنقّلات مبعوث الأممالمتحدة هورست كوهلر في الصحراء. ويرى مراقبون أن توصية غوتيريس بضرورة استئناف المفاوضات "بدون شروط مسبقة" من شأنها أن تُعقد مسار الحل من جديد، خصوصا أن الرباط تشترط قبل الجلوس مع البوليساريو والجزائر مقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية كأرقى حل يمكن الوصول إليه، بينما تتشبث الجبهة الانفصالية بضرورة "تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال."