اختتمت، مساء اليوم الجمعة، فعاليات المنتدى العالمي للهجرة والتنمية، المقام بمدينة مراكش، بعد أن تداولت وفود قدِمت من مختلف بلدان المعمور سبل تقنين الهجرات وضبطها، وبحث سبل تنمية الدول المصدرة لها، وإقناع سكانها بضرورة البقاء فيها، عبر تحسين ظروف العيش والاشتغال داخلها. النسخة العاشرة من المنتدى، الذي يعد بمثابة مؤتمر تحضيري للميثاق الأممي، الذي سيصادق عليه في الأيام القليلة المقبلة بمراكش، اتفقت مداخلاته الختامية على ضرورة إيلاء الأهمية للمنتدى لما يشكله من فرصة لتبادل وجهات النظر والتجارب الناجحة في تدبير وتقنين التدفقات البشرية، في أفق توحيد رؤية دولية لحل معضلة الهجرة. ومن المنتظر أن تنتقل النسخة المقبلة من المنتدى العالمي إلى الإكوادور بالقارة الأمريكية الجنوبية، إذ مباشرة بعد انتهاء المنتدى أعطي درع التنظيم إلى المسؤولين الإكوادوريين من أجل التحضير للنسخة المقبلة. وقال الحبيب نذير، الكاتب العام للوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، والرئيس بالشراكة من الجانب المغربي، إن المنتدى عرف نجاحا باهرا، وحضره 2000 موفد من 135 بلدا، ضمنهم 45 وزيرا وكاتب دولة، وهو رقم غير مسبوق، ولم يحصل في تاريخ المنتدى العالمي للهجرة والتنمية، يضيف نذير، الذي أوضح، في كلمة بالمناسبة، أن الرهان الكبير هو طرق تدبير الهجرة على اعتبار استحالة قمعها، وأن على الحكومات العالمية إدراك ذلك، مشيرا إلى أن المغرب مقتنع بالدور الفعال الذي يلعبه في مجال الهجرة، وفي عملية تتبع الميثاق الأممي، وأنه يراهن على تضافر الجهود والتعاون بين مختلف الدول من أجل إنجاحه. وأوضح نذير أن المنتدى منعطف تاريخي حاسم، وسيستكمل أشغاله في بلاد الإكوادور، بعد أن خرجت نسخة مراكش بخلاصات وأفكار بناءة وعميقة، ستساعد في فهم حجم التحديات التي يطرحها موضوع الهجرة على مختلف بلدان العالم. من جهته، قال عبد الكريم بنعتيق، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، إن المنتدى عرف نقاشا عميقا ودَبّر بشكل جيد مشكل الهجرة، مشيرا إلى أن الجميع يدرك أن الهجرة أصبحت أعقد الإشكالات المطروحة عالميا، وأن تدبيرها بشكل فردي متجاوز، بل يقتضي بناء سياسات وطنية وإقليمية ثم دولية. وأضاف بنعتيق، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المنتدى ساهم بشكل كبير في تبني الأممالمتحدة أطروحة "الهجرة جزء مساهم في التنمية". وطالب بفتح نقاش عميق حول إشكالية الهجرة ما دامت تتطلب تضافر الجهود وإحساسا جماعيا. وأشار الوزير المنتدب إلى أن المنتدى سيخلق آليات للتعاون الكوني من أجل ضمان نتائج مستقبلية، وأنه سيعطي أجوبة أساسية ستمكن من إيجاد حلول للظاهرة المعقدة بشهادة منظمة الأممالمتحدة.