احتضنت مدينة مراكش صباح اليوم الأربعاء الجلسة الافتتاحية للمنتدى العالمي للهجرة والتنمية، المُحضر للقاء الميثاق الأممي حول الهجرة، بحضور شخصيات دولية ووطنية تشتغل في مجالات مختلفة، على رأسها ويليام لاسي سوينغ، رئيس المنظمة العالمية للهجرة، وعبد الكريم بنعتيق، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، وكوتر شميدت، السفير الألماني بالمغرب. الدورة الحادية عشرة للمنتدى يترأسها المغرب وألمانيا بشكل مشترك، ويمثلهما في جلستها الافتتاحية الحبيب نذير، الكاتب العام للوزارة المكلفة بمغاربة الخارج وشؤون الهجرة، والسفير الألماني بالمغرب، كوتز شميدت، كما تعرف حضور كل من وزير الصحة، أنس الدكالي، ووزير التشغيل، محمد يتيم، ووزيرة الأسرة، بسيمة الحقاوي؛ فضلا عن الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر. الحبيب نذير أكد في كلمته الافتتاحية أن المنتدى يوفر فرصة للنقاش الحر، وينعقد بفضل شراكة يفتخر بها الجميع بين المغرب وألمانيا، مشيرا إلى أن البداية الأولى للمنتدى كانت في العاصمة البلجيكية بروكسل سنة 2007، وتمكن من تحقيق عدة مكتسبات بفضل تضافر جهود منظمات دولية وحكومات وخبراء، اشتغلوا بشكل مشترك وبناء. وأضاف نذير أن المنتدى الحالي منعطف تاريخي بفضل إرادة المجتمع الدولي، فبدون تعاون جماعي لا يمكن أن تصل أي دولة إلى تحقيق المبتغى، خصوصا أن هناك إجماعا على ألا يبقى أي فرد في العالم على الهامش سنة 2030. وأوضح المسؤول الوزاري أن العالم يتجه الآن نحو استيعاب دور السلطات المحلية للمدن في قضية الهجرة، والتي تبقى ظاهرة إنسانية يصعب إيقافها، بل يتوجب تدبيرها، مشيرا إلى أن رهان القرن الحالي يبقى هو الهجرة، وهو ما يحتم إيجاد سبل للتعاون لردم الهوة من خلال حوار بعيد عن لغة الخشب، يعطي حلولا واقعية وملموسة للمهاجرين. من جهته قال كوتز شميدت، السفير الألماني بالمغرب، والرئيس الشرفي للمنتدى، إن جميع دول العالم منشغلة بالهجرة، ومتحمسة من أجل توقيع ميثاق الهجرة، الذي لا يتعارض مع سيادة الدول، مشددا على أن التقليل من الهجرة غير القانونية مرتبط بحل المشاكل التي تتسبب في بروزها. وأضاف شميدت في كلمته الافتتاحية أن العديد من الخبراء الدوليين قاموا بمراجعة الاتفاقية الأولى التي أبرمتها الدول، كما حللوا الوضع الراهن للعالم من أجل تطوير الاتفاقية وتحديد التقنيات، موضحا أن المنتدى هو مكان للنقاش المفتوح، ومن الصعب إيجاد مكان أفضل منه من أجل التداول في قضايا الهجرة. وكشف السفير الألماني أن التعاطي مع قضايا الهجرة يتم وفق ما هو موجود بعيدا عن الحماس الزائد، مسجلا ضرورة تطوير ظروف العيش والاشتغال في العديد من بلدان العالم، مع ضرورة استعادة ثقة الناس في هويتهم ووطنهم الأصلي، وتعزيز قدراتهم على الاستقرار.