استحسان كبير لاقته أشغال المنتدى العالمي للهجرة والتنمية من طرف المشاركين الذين توافدوا من مختلف بقاع العالم على مراكش الحمراء، من أجل التباحث في مواضيع الهجرة وإشكاليتها، قبيل أيام من توقيع ميثاق أممي جديد حول الهجرة بالمدينة ذاتها. المؤتمر الذي يعيش يومه الثاني، تحت شعار "الوفاء بالالتزامات الدولية لتحرير طاقات كل المهاجرين من أجل التنمية"، سجل من خلاله الحاضرون ضرورة سن مواثيق جديدة بخصوص الهجرة، وذلك ضمانا لتقنينها ومحاولة ثني الناس عن ترك موطنهم الأصلي، عبر تحسين ظروف العيش والعمل داخله. فرحات أيشا، مشاركة من دولة باكستان أكدت أن المنتدى مهم جدا، ويشتغل بشكل جاد من أجل إيجاد حلول لمعضلة الهجرة، واصفة إياه ب"الموعد التاريخي الذي جمع حشدا من دول العالم الطامحة إلى التعاطي مع ملف الهجرة والتعاون بخصوصه". وأضافت أيشا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المنتدى يحاول البحث عن حلول عملية عبر التنسيق بين مختلف الفاعلين، من شباب وحكومات ومجتمع مدني، معتبرة التوجيهات التي سيصدرها بمثابة خارطة طريق للعمل المستقبلي. وأردفت المسؤولة الدبلوماسية في بلادها بأن المنتدى مهم بالنسبة لجميع الدول، سواء المصدرة أو المستقبلة للتدفقات البشرية، لافتة إلى أن الغاية تبقى في النهاية حماية المهاجرين؛ وذلك عن طريق التنسيق البيني من أجل بناء دول تتقبل الهجرة عوض رفضها. من جهتها، قالت أرماند لابيتون، وهي مشاركة من دولة الكاميرون، إن المنتدى يتضمن عدة أمور إيجابية، خصوصا في ظل الوضعية الحالية التي يعيشها الكثير من المهاجرين، لافتة إلى أنهم يتعرضون لجميع أنواع العنف، ما يستدعي تدخل المنظمات الدولية ومختلف المعنين لوضع إستراتيجية ناجعة. وأضافت لابيتون، في تصريح لهسبريس، أن العنف مرتبط أساسا بسياسات الدول والوضع المناخي الذي يكرس في بعض الأحيان مجاعات وأزمات كبيرة، مشددة على أهمية مسألة اللغة في الاندماج داخل البلدان، وزادت: "في كثير من الدول مثل إسبانيا وألمانيا تشيد مدارس خاصة لتعلم اللغة، وهو ما نسعى إليه كذلك داخل المغرب من خلال بناء مدارس يتعلم فيها المهاجرون اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية". بدوره أورد الشيخ ماء العينين الإمام أحمد، رئيس مرصد الساقية الحمراء الدولي لحقوق المهاجرين، أن ورشات المنتدى سجلت إشادة دولية بالخطوات التي يبذلها المغرب في مجال الهجرة، خصوصا في ما يتعلق بالقرار الملكي الأخير القاضي بإنشاء مركز إفريقي للهجرة، مشددا على أن الوفود الحاضرة استحسنت الاقتراح. وأوضح المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن المغرب رائد في مجال الهجرة، نظرا للتوجيهات الملكية المرتبطة بتسهيل حصول المهاجرين على الإقامة، مشيرا إلى أن المملكة مثال ونموذج يحتذى به في ما يتعلق بالهجرة.