دينامية متواصلة يعرفها المنتدى العالمي للهجرة والتنمية، المنظم بمدينة مراكش؛ فموازاة مع الجلسة الافتتاحية التي شهدت حضور شخصيات دولية ووطنية وازنة، تقام عدة ورشات وجلسات فكرية موازية، أبرزها لقاء ناقش فيه متخصصون وخبراء قضايا التنقل جنوب جنوب: الاتجاهات والأنماط ونقل الخبرات، وذلك من أجل تحديد سبل تقنين الهجرات، وإقناع الراغبين في مغادرة أوطانهم بالبقاء فيها مقابل توفير ظروف أفضل للعيش. الورشة الذي أقيمت صباح اليوم الخميس سجل من خلالها المحاضرون ضرورة تحديد الممارسات الجيدة وبحث سبل تعميمها على كافة مناطق القارة الإفريقية، مقاربين أنواع وأنماط وخصائص الهجرات داخل القارة، وأفقها في ظل التطورات الجديدة التي تشهدها مختلف المناطق على المدى المتوسط، والتفكير في أفضل الطرق من أجل الاستجابة لها. وفي هذا الصدد، قالت كاتلين نيولاند، عضو مجلس الأمناء في معهد سياسة الهجرة، إن العالم يشهدُ موجة هجرة سرية كبيرة، لأن ما ينجز على مستوى العديد من بلدان الانطلاق غير كاف ولا يؤثر بشكل ملموس على السكان، لافتة إلى أن المشكل غير مرتبط فقط بالترسانة القانونية، بل يتعلق برهانات متباينة ومختلفة. وأضاف نيولاند في مداخلتها أنها درست العديد من الاتفاقيات الدولية بخصوص الهجرة، لكنها في العمق لا تحمي المهاجرين، إذ لا تضمن لهم رعاية وتتبعا اجتماعيا، مشيرة إلى أن المنظمات الدولية تلعب دورا كبيرا في ملف الهجرة، لكنها تحتاج إلى إطار تشريعي يحتضنها. وأردفت المتحدثة بأن هناك محاولات حثيثة من أجل إيجاد حلول، خصوصا بالتنسيق والتعاون مع الحكومات، داعية إلى حوار دولي موسع يمكن من التنسيق بين الدول. بدوره، أكد أمبارازاسيليكا، مؤطر ورشة من دولة جنوب إفريقيا، أن الهجرة في مناطق جنوب جنوب ليست بالجديدة، فجنوب إفريقيا تعتمد بالأساس على يد عاملة إفريقية، مشددا على وجود عدة بروتوكولات وطنية منظمة ومؤطرة للهجرة. وأضاف سيليكا، في مداخلته، أن كثيرا من الطاقات الإفريقية تتوجه للعمل خارج القارة، وهو ما يحتم اعتماد مقاربات جديدة، تجعل الاستقرار والهجرة جنوب جنوب أسهل بكثير، وهذا ما تمضي فيه جنوب إفريقيا عبر تنسيقها مع مختلف الهيئات المتخصصة. جذير بالذكر أن مراكش تحتضن فعاليات المنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية في مراكش، بحضور شخصيات وطنية ودولية وزانة يتقدمها عبد الكريم بنعتيق، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة. كما يعرف الموعد نفسه تواجد ويليام لاسي سوينغ، رئيس المنظمة العالمية للهجرة، وأيضا كوتر شميدت، السفير الألماني المعتمد في الرباط، وهو المشارك في رئاسة المنتدى إلى جوار المملكة المغربية.