تتواصل فعاليات الدورة العاشرة للمنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية في مراكش، بحضور شخصيات وطنية ودولية وزانة يتقدمها عبد الكريم بنعتيق، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة. كما يعرف الموعد نفسه تواجد ويليام لاسي سوينغ، رئيس المنظمة العالمية للهجرة، وأيضا كوتر شميدت، السفير الألماني المعتمد في الرباط، وهو المشارك في رئاسة المنتدى إلى جوار المملكة المغربية. المنتدى، الذي ينعقد تحت شعار "الوفاء بالالتزامات الدولية لتحرير طاقات المهاجرين من أجل التنمية"، يعتبر قمة تحضيرية للميثاق الأممي حول الهجرة الذي سيعقد في الأيام القليلة المقبلة ب"عاصمة النخيل" هو الآخر. عبد الكريم بنعتيق، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، يعتبر المنتدى دورة تحضيرية للميثاق العالمي الذي سيتدارس قضايا الهجرة في العالم، معددا الآثار الإيجابية العديدة التي يخلفها في هذه المرحلة الدولية الصعبة. وأضاف بنعتيق، أمام المشاركين في المنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية، أن مراكش تحتضن هذه الخطوة استثنائية، وتجمع مختلف ممثلي حكومات العالم بالمجتمع المدني والأكاديميين، من أجل تبادل وجهات النظر في مجال الهجرة. كما شدد الوزير على أن الموعد مخصص لبلورة تصورات في أفق إيجاد أرضية توافقية تسهم في حل قضايا الهجرة، التي باتت معضلة القرن الحادي والعشرين، لافتا الانتباه إلى تسجيل 258 مليون فرد يعيشون خارج أوطانهم عبر العالم، ويساهمون ب9 في المائة من الناتج الداخلي العالمي. وأوضح المسؤول الحكومي المغربي أن الهجرة التلقائية الطوعية التي شهدها العالم لعقود تبقى أمرا عاديا، لكن السنوات الأخيرة أضحت ظاهرة الهجرة خلالها تأخذ بعدا قسريا، بحكم الهشاشة الأمنية والصراعات العرقية المنتشرة في العديد من بقاع العالم، مشيدا بالتعاطي الأممي المدرك لخصوصيات التدفقات البشرية. وأردف بنعتيق أن هناك قناعة لدى مختلف دول العالم لاعتماد سياسات وطنية وإقليمية للهجرة قبل الانتقال إلى المعطى الكوني، مشددا على ضرورة عدم ترك الفراغ لتيارات محافظة تستخدم الهجرة لربح الانتخابات وتخويف الرأي العام. وأبرز الوزير المكلف بشؤون الهجرة أن المغرب له نظرة شمولية في مقاربة ظاهرة الهجرة؛ فالمملكة تتوفر على 5 ملايين مغربي اختاروا الهجرة والمساهمة في بناء بلدهم بطريقة أخرى، مشيرا إلى أن أول ثوابت مقاربة الهجرة هي ضمان الحضور الثقافي لدى الجالية، ثم تحصينها دينيا وفق إسلام وسطي معتدل يقبل التعايش مع مختلف شرائح المجتمع، فضلا عن تعبئة الكفاءات على حب الوطن. وأشار المسؤول، بالمناسبة نفسها، إلى أن المملكة تتوفر على رؤية استباقية لقضايا الهجرة؛ تعتمد على الجانب الإنساني بالدرجة الأولى والقابلية للتنفيذ في الدرجة الثانية، مشددا على التغيرات الكبيرة التي طالت القانون المغربي من أجل ملاءمته مع قضية الهجرة، فقد تمت تسوية وضعية 50 ألف مهاجر من دول إفريقيا جنوب الصحراء اختاروا الاستقرار بالمغرب. وأكد الوزير عبد الكريم بنعتيق، في الختام، أن هناك سبعة ألف طفل مهاجر يدرسون في المدارس العمومية في المغرب، وكل هذه المكتسبات تأتي بفضل تعاطي الملك محمد السادس وتفطنه الاستباقي لملف الهجرة، مؤكدا ضرورة التشبث بالتواصل الدولي لإيجاد حل مشترك للقضايا ذات الصلة بحركية المهاجرين.