وصت الشرطة الإسرائيلية اليوم الأحد بتوجيه لائحة اتهام رسمية ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تتضمن اتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وذلك في واحد من ثلاثة تحقيقات تجري ضده. وذكرت الشرطة، في بيان أصدرته صباح اليوم، أن الأدلة تشير أيضا إلى تورط ساره زوجة نتنياهو. وعلق نتنياهو على التوصية بالقول :"هذه التوصيات وموعد نشرها لا تفاجئ أحدا"، معتبرا أن "هذه التوصيات حُددت وسُربت قبل بدء التحقيقات أصلا". وأكد أيضا أنها "تفتقر إلى أي مكانة قضائية". وأعرب عن ثقته في أنه "في هذه المرة أيضا، ستتوصل الجهات المختصة إلى نفس الاستنتاج، وهو أن الأمر لن يسفر عن أي شيء لأنه لم يحدث أي شيء". وتأتي توصية اليوم في ظل أزمة تعيشها حكومة نتنياهو منذ استقالة وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان، حيث أصبحت حكومة نتنياهو تمتلك أغلبية ضئيلة في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا، بعدما أصبح نوابها يشغلون 61 مقعدا فقط. وسبق أن أوصت الشرطة بتوجيه اتهامات رسمية لنتنياهو في قضيتين أخريين. وتجدر الإشارة إلى أن القرار بتوجيه اتهامات رسمية ضده ينبغي أن يكون صادرا عن الادعاء العام. وتتعلق توصية اليوم بالقضية المعروضة إعلاميا باسم "الملف 4000"، وهو تحقيق فساد يتركز على منح امتيازات بقيمة مئات الملايين من الدولارات لشركة الاتصالات الإسرائيلية العملاقة "بيزك" في مقابل تغطية إخبارية إيجابية لنتنياهو في "والا نيوز" التابعة لبيزك. ويُشتبه في قيام شاؤول ألوفيتش، مالك "والا نيوز" ومالك الحصة المسيطرة والرئيس السابق لبيزيك بتنسيق التغطية. وأكدت الشرطة أن لديها دليلا كافيا لتوصي بتقديم لائحة اتهام بحق ألوفيتش. وطالت التحقيقات في القضية نير حيفتس مستشار عائلة نتنياهو السابق لشؤون الإعلام وشلومو فيلبر المدير العام السابق لوزارة الاتصالات. وقد وقعا اتفاقين ليكونا شاهدين للحق العام وأن يساعدا الشرطة في التحقيق. وأشارت أدلة الشرطة إلى أنه في الفترة "بين 2012 و2017 ، تدخل رئيس الوزراء ومساعديه بصورة صارخة ومستمرة، وأحيانا حتى بصورة يومية، في المحتوى المنشور على موقع والا نيوز". كما أظهرت التحقيقات أنهم سعوا إلى التأثير على تعيين كبار المحررين والصحفيين في الموقع من خلال علاقاتهم مع ألوفيتش وزوجته إيريس. وأوصت الشرطة أيضا بتوجيه اتهامات لساره نتنياهو تتعلق بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة وتعطيل إجراءات التحقيقات والإجراءات القضائية. وشملت توصيات الشرطة كلا من ألوفيتش وزوجته إيريس وابنه أور. وبعد إعلان التوصيات، حثت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني رئيس الوزراء على التنحي "قبل أن يدمر الجهات المسؤولة عن تطبيق القانون لينقذ نفسه". وقالت إن "الشعب في إسرائيل يستحق قيادة نزيهة"، داعية إلى إجراء انتخابات مبكرة على وجه السرعة. وكانت الشرطة الإسرائيلية أوصت بتوجيه لائحتي اتهام رسميتين ضد نتنياهو في تهمة تلقي هدايا ثمينة مقابل امتيازات، في القضية المعروفة ب "القضية 1000". ويواجه نتنياهو اتهامات أخرى في قضية معروفة ب"القضية 2000" وتتعلق باتصالات تمت بين نتنياهو وناشر صحيفة للتأثير على سوق الإعلام.