لم يتمالك إدريس الكراوي، الأمين العام السابق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، نفسه وهو يُلقي آخرَ جُمَل "كلمة الوداع" التي ألقاها في افتتاح الدورة الثانية والتسعين العادية للمجلس، والتي كانت مناسبة لتوديعه بعد تعيينه رئيسا لمجلس المنافسة. الكراوي، الذي عُيّن يوم 21 فبراير 2011 أمينا عاما للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، قال إنّ المجلسَ المذكور راكَم، في ظرف وجيز، مُكتسبات كبيرة بوّأته مكانة مرموقة ومسؤوليات دولية وإقليمية، على الصعيد العربي والإفريقي والدولي. وأضاف أنّ المكانة التي تبوّأها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي "عنوانها المصداقية والشرعية في إطار مقاربة جعلت من الاستقلالية والجرأة والشراكة في إنتاج التقارير والدراسات عنوانها الأساسي، فضلا عن مساهمته في تطوير ثقافة الإنصات". واعتبر الكراوي أنّ ما حققه المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي "يدل على أنَّ بإمكان المغرب أن ينجح ويُؤسس ويقوِّيَ صرْحا مؤسسيا في إطار الاختيارات المجتمعية الجوهرية القائمة على بناء مجتمع ديمقراطي حداثي رابح لرهانات المستقبل ومنفتحا على الخارج". ونوّه الكراوي بالرئيسين المؤسس والحالي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، شكيب بنموسى ونزار بركة، وبأعضاء المجلس، قائلا "إنّ ما حققه المجلس، بفضل الذكاء الجماعي لأعضائه وأطره وخبرائه، يشكّل نموذجا في الحكامة الرشيدة والممارسات الفُضلى للديمقراطية التشاركية". واعتبر الكراوي أنّ التقارير والدراسات التي أنجزها المجلس سالف الذكر "اتّسمت بالجرأة، وأثْرت الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية بفضل جودتها، لتصبح مرجعا للطلبة والباحثين والمؤسسات والمنظمات الوطنية والدولية"، مضيفا: "نعتز ونفتخر بما أنجزه ذكاؤنا الجماعي، ويغمرنا شعور بأننا أدَّينا مهامنا بصدق وبأمانة، وجعلنا أهلا بالثقة التي وضعها فينا جلالة الملك". من جهته، نوّه نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، بالجهد والعطاء اللذين بذلهما الكراوي في هيكلة المجلس وحسن سيْره ومساهمته في إشعاع صورة المؤسسة في المشهد الوطني والدولي وإبرام شراكات على صعيد القارة الإفريقية والعالم العربي. وقال بركة متحدثا عن الكراوي: "وجدنا فيه مؤازِرا لموظفي المجلس والأخَ الأكبر والسَّنَد في انتظام أشغال مكتب المجلس ولجانه والجمعية العامة، وكان له الدور الكبير في إنجاح الرهانات الكبرى المرتبطة بفلسفة المجلس، كتصوُّر النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، ودراسة الرأسمال غير المادي، وغيرها من المهام الكبرى المنوطة بالمجلس". بركة أردف أنّ الخبرة التي راكمها الكراوي مكّنته من إذكاء روح الفريق في عمل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، معتبرا أنّ قناعاته الفكرية وحرْصه على التوافق والتفاوض سيكون القوة الدافعة التي ستؤهله للنهوض بعمل مجلس المنافسة، بعد تعيينه رئيسا له. من جهته، قال أحمد عبادي، عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، في كلمة باسم أعضاء المجلس، "إدريس كان برهانا ناطقا على سريان سُنَّة جِدّة أهل الجد وحصاد أهل الزرع الذين ينتهجون سبيل الكدِّ والاجتهاد، وكلما أُوتوا اتَّبعوا سببا". عبادي استعرض مسيرة الكراوي منذ تعيينه أمينا عاما للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ومساهمته ذات الأثر الكبير في المقترحات المقدمة إلى أصحاب القرار، مضيفا: "كان منغمرا بكثافة في البحث والاستقصاء وتقاسم خبراته مع الجميع، وكان مستمعا وصبورا وكظوما أيضا، لأن المجلس يتشكل من مشارب فكرية لا يسهل أن تتفق بسهولة".