أعلنت مديرية شرطة باريس أن 103 أشخاص اعتقلوا أثناء تظاهرة "السترات الصفراء" التي تخللتها أعمال عنف، السبت في جادة الشانزيليزيه في باريس، مشيرة إلى أن 101 شخص من هؤلاء أوقفوا قيد التحقيق. وشهد اليوم الكبير الثاني من احتجاجات "السترات الصفراء"، السبت في جادة الشانزيليزيه التي كانت السلطات أعلنت منع التجمع في قسم منها، صدامات حتى وقت مبكر من المساء. وخلال الاشتباكات بين المحتجيّن وقوات الأمن، رشق المتظاهرون عناصر الشرطة بمقذوفات مختلفة وتحصّنوا خلف متاريس بنوها بما تيسّر لهم، في حين ردّ عليهم عناصر الدرك وشرطة مكافحة الشغب بقنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه. وتدخّلت عناصر الإطفاء لإخماد حرائق أشعلها المتظاهرون في المتاريس التي أقاموها، والتي تسبّبت في أعمدة كثيفة من الدخان الأسود اختلطت بالدخان الناجم عن القنابل المسيلة للدموع. وقالت مديرية الشرطة إن الصدامات أسفرت عن 24 جريحاً، بينهم خمسة من قوات الأمن. وصباح الأحد، كانت جرافة ترفع أحد المتاريس الأخيرة من الشارع، فيما كانت شاحنات النظافة في العاصمة تنظف الجادة، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس. وكُسرت هياكل محطات الحافلات وعدد من واجهات المحلات. وانشغل عمال أحد المطاعم في وضع ألواح خشبية في مكان النوافذ، فيما كان آخرون يرتّبون شرفاتهم. وصرح وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستانيه، السبت، بأن في باريس "الأضرار قليلة، وهي مادية، وهذا المهمّ". ونسب أعمال العنف إلى "مشاغبين" من "اليمين المتطرف" لبّوا دعوة زعيمة اليمين الفرنسي مارين لوبان. وفي جنوب شرق فرنسا، ما يزال يمكن رؤية ما فعله محتجو "السترات الصفراء" في فار وفوكلوز، خصوصاً إغلاق مداخل ومخارج الطرق السريعة قرب افينيون. أما في جنوب غرب البلاد، فما زالت تسجل تحركات ل"السترات الصفراء" في محيط مراكز للتسوق أو على دوارات استراتيجية.