شهدت فرنسا أمس السبت يوما احتجاجيا جديدا على زيادة الرسوم على المحروقات، نفذته حركة "السترات الصفراء"، ما أدى إلى وقوع صدامات في باريس بين المحتجين والشرطة التي استخدمت لتفريقهم الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه واعتقلت كثيرين. وفي الساعة الثانية بعد الزوال بتوقيت غرينيتش، بلغ عدد المشاركين في اليوم الاحتجاجي في عموم فرنسا 81 ألف شخص مقارنة ب244 ألفاً الأسبوع الماضي في الساعة نفسها، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية، وقد طالب كثيرون باستقالة الرئيس إيمانويل ماكرون. وبحسب وزارة الداخلية فقد بلغت حصيلة الجرحى ثمانية، ينهم شرطيان، مقابل 106 الأسبوع الماضي، فيما بلغ عدد الموقوفين 22 شخصاً. ووقع القسم الأكبر من الصدامات صباح السبت في منطقة "الشانزيليزي" الشهيرة في وسط باريس، والتي كانت السلطات أعلنت منع التجمهر في قسم منها. وخلال الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن رشق المتظاهرون عناصر الشرطة بمقذوفات مختلفة، وتحصّنوا خلف متاريس بنوها بأنفسهم، في حين ردت عليهم عناصر الدرك وشرطة مكافحة الشغب بقنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه. وقرابة الساعة الرابعة عصرا بتوقيت غرينيتش تدخلت عناصر الإطفاء لإخماد حرائق أشعلها المتظاهرون في المتاريس التي أقاموها، والتي تسببت بأعمدة كثيفة من الدخان الأسود اختلطت بالدخان الناجم عن القنابل المسيلة للدموع. وأطلق محتجو "السترات الصفراء" هذا الاسم على أنفسهم لارتدائهم السترات الفوسفورية المضيئة، التي يتوجّب على كل سائق سيارة ارتداؤها إذا ما تعرّض لحادث. وبعدما بدأ تحركهم للاحتجاج على رفع أسعار المحروقات، سرعان ما توسع ليشمل مطالب متعلقة بالضرائب المرتفعة وتردّي القدرة الشرائية، وقد حصل هؤلاء المحتجون على دعم شعبي واسع. ورفع الكثير من المحتجين شعارات داعية لاستقالة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، التي أدت هذه الاحتجاجات إلى تقليص شعبية إلى أدنى مستوياتها، حيث لم تعد تتجاوز 25 في المائة.