بنكيران: القطع مع سلبيات الماضي يتطلب الجدية والصدق والقدرة على مواجهة مقاومي التغيير قال عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن القطع مع سلبيات الماضي والخروج من "وضعية الأزمة التي راوحت منذ خمسين سنة ، لا يرتبط بتوفر الإمكانيات ولكن بمدى الالتزام بالجدية وبمنهاج الصدق، وبالقدرة على مواجهة مقاومي التغيير". وأوضح بنكيران، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة الانتخابات التشريعية التي ستجرى في ال 25 من نونبر الجاري، أن الجدية والعمل الصادق سيمكنان من القطع مع ثقافة الماضي وتحقيق انتقال إلى مرحلة تتميز بتكريس قيم العدل والشفافية والحكامة الجيدة في الإدارة ومحاربة الرشوة واقتصاد الريع واحترام قواعد المنافسة وتبسيط المساطر الإدارية. وأكد بنكيران أن حزبه سيعمل إذا ما قادته الانتخابات الى رئاسة الحكومة، بجدية وصدق من أجل تجسيد هذه القيم على أرض الواقع، وذلك لتمكين المغرب من الخروج من الأزمة التي راوحت مكانها لمدة تزيد عن خمسين سنة، مضيفا أنه في "حال ما وجد الحزب بأنه من المستحيل تحسين وضعية البلاد فإنه سيترك رئاسة الحكومة ولن يستمر فيها كمجرد ديكور" . وأبرز أن العمل في اتجاه تكريس قيم المنافسة الشريفة وتبسيط المساطر الادارية سيؤدي إلى الرفع من الاستثمارات، سواء الداخلية أو الخارجية، وهو ما سيؤدي بدوره إلى حدوث انتعاشة اقتصادية وتحسين نسب النمو، مما سيمكن من مواجهة العديد من المشاكل التي يعاني منها المغرب. وفي معرض رده على الانتقادات التي طالت البرنامج الانتخابي للحزب، قال بنكيران إن تكريس قيم النزاهة والشفافية سيساعد على تحقيق نسبة نمو في حدود 7 في المائة واعتماد 3000 درهم كحد أدنى للأجر وتخفيض البطالة بنقطتين، مضيفا أن هذه الوعود هي بمثابة أهداف قابلة للتحقق في أفق 2014 -2015 وليس في بداية الولاية . وبخصوص تعاطي الحزب مع مطالب حركة 20 فبراير ، قال بنكيران إنه في حال تقلد الحزب مهام المسؤولية، فإن الحوار سيكون هو السبيل لحل المشاكل، مضيفا أن الحزب سيتعامل مع مطالب هذه الحركة في حدود ما هو قابل للتحقق. وأضاف أنه "إذا ما أفرزت الانتخابات المقبلة حكومة منسجمة تملك قرارها بيدها وفق ما يسمح به الدستور الجديد، فإن المغرب سيخرج من الأزمة وسيصبح نموذجا للتغيير في إطار الاستقرار في العالم كله وليس في العالم العربي فقط"، معربا عن أمله في أن تشكل الانتخابات المقبلة قطيعة مع الماضي تجعل المغرب يدخل مرحلة ترجع فيها للشعب مكانته الطبيعية. وجدير بالذكر، أن البرنامج الانتخابي للحزب اعتبر أن "السياسات المتبعة أدت إلى وضع المغرب على طريق القطيعة بين فقرائه وأغنيائه مع الإضعاف المتزايد للطبقة الوسطى، وما يؤدي إليه (ذلك)من انتشار للفساد والنهب والريع ومصادمة اختيارات المجتمع وهويته وتآكل القيم الإيجابية فيه" . ويبقى إيقاف هذا المسار برأي الحزب "خيارا حتميا لا مفر منه لاسيما في ظل الربيع الديموقراطي"، وذلك من خلال تجديد نظام القيم في نطاق المرجعية الإسلامية، والهوية المغربية المتعددة المكونات، وإصلاح فعلي لقطاعي التعليم والقضاء. وبخصوص التحالفات التي يراها طبيعية بالنسبة لحزب العدالة والتنمية ، أكد بنكيران أن الحزب يحتفظ بحريته كامله فيما يخص هذا الموضوع، وقال "لا أخفي أني أرسل رسائل إيجابية في اتجاه الكتلة ولكن لا أمانع في عقد اتصالات مع جميع الأحزاب باستثناء حزب واحد ". ووصف بنكيران التحالفات التي تمت لحد الآن بغير الطبيعية، وقال "إنها بمثابة بنيان قام على غير أساس"، مضيفا أن "التحالف الوحيد الذي يبقى طبيعيا هو تحالف أحزاب الكتلة الديمقراطية". من جهة أخرى، قال بنكيران إن الدستور الجديد وضع قواعد لعبة واضحة تقوم "على أساس تفاهم صريح بين الحكومة والشعب مقابل انتقال دور الملكية من فاعل مباشر إلى حكم إذ باستثناء السلطات الدينية والعسكرية والسيادية فالاشياء الأخرى يجب ان تكون الحكومة مسؤولة عليها أمام البرلمان وامام المجتمع". وعبر بنكيران عن أمله في أن تمكن الانتخابات المقبلة المغرب من دخول مرحلة تمكن من القطع مع الماضي وذلك في إطار الإستقرار والملكية والثوابت الوطنية . وقال بنكيران "أنا واثق أكثر من الأمس بأن الامور تسير في الاتجاه الإيجابي ويبدو أن هناك توجيهات حقيقية أعطيت للإدارة لكي ترفع يدها عن الانتخابات، فقط أرجو أن يلتزموا بذلك، وإن كان الالتزام غير مضمون". وفي سياق حديثه عن الاجراءات التي تم اتخاذها بخصوص تمثيلية النساء والشباب بمجلس النواب ، وصف السيد بنكيران هذه الاجراءات بالإيجابية، "بالنظر إلى أن التقاليد السياسية للمغرب كانت لاتسمح بذلك"، مضيفا أن من تمكن من دخول البرلمان عن طريق اللائحة الوطنية لايجب ان يعاود الكرة مرة أخرى بنفس الطريقة. وتجدر الإشارة إلى أن حزب العدالة والتنمية الذي يدخل الحملة الانتخابية بشعار"من أجل مغرب جديد مغرب الحرية والكرامة والتنمية والعدالة"، قد قام بتغطية 91 دائرة انتخابية من أصل 92 دائرة .