أكد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، أن مؤشرات إفريقيا في مجال السلامة الطرقية لازالت ضعيفة، مشددا على أن المغرب مستعد للمساهمة في تحسين هذا الوضع في المملكة وعدد من البلدان الإفريقية، "لأن حوادث السير لها وجه بشع يجب أن نشعر به جميعا". جاء ذلك خلال افتتاح أشغال المنتدى الإفريقي الأول للسلامة الطرقية، الذي ينظم على مدى ثلاثة أيام بمراكش حول موضوع "السلامة الطرقية بإفريقيا رافعة للتنمية المستدامة"، بحضور أزيد من 800 مشارك يمثلون حوالي 50 بلدا بالقارة الإفريقية، ومؤسسات ومنظمات عالمية و20 وزيرا للنقل بإفريقيا. وفي الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى، أورد العثماني أن "هذا المؤتمر الإفريقي الأول للسلامة الطرقية مهم للمغرب الذي يتوفر على إستراتيجية وطنية في هذا المجال"، وزاد: "لنا مؤشرات إيجابية بهذا الخصوص، وهذا أمر مهم لما لها من تأثير نفسي واجتماعي كبير"، مضيفا أن المؤتمر الذي يشاركه فيه عدد مهم من وزراء النقل بالقارة الإفريقية "فرصة لتبادل الخبرات والتجارب للخروج برؤية عامة". وتابع رئيس الحكومة المغربية: "إن معدل الوفيات بإفريقيا يبلغ 26% لكل 100.000 نسمة، وهو المعدل الذي سيتفاقم وفقا لتوقعات منظمة الصحة العالمية بنسبة 112%، لينتقل من حوالي 243000 حالة وفاة في عام 2015 إلى 514000 سنة 2030، ما يعطي للمؤتمر أهمية، ويفرض تضافر الجهود من أجل تحسين برامج حماية المواطنين من إرهاب الطرق". كاتب الدولة المكلف بالنقل محمد نجيب بوليف قال من جهته: "نريد من خلال هذا المنتدى الإفريقي مأسسة عملية التفكير الجماعي مع الدول الإفريقية بخصوص كل ما يرتبط بالسلامة الطرقية"، مضيفا: "قارتنا للأسف تبقى من بين القارات التي تعرف ارتفاعا مهولا في حوادث السير، وهذا ليس قدرا، لأننا يمكن أن نطور إستراتيجية تسعى إلى تحسين نتائج السير والجولان على طرقنا لتقليص هدر الأرواح والأموال العامة". وتابع بوليف: "المنتدى يأتي منسجما مع سياسة المملكة المغربية في الانفتاح على عمقها الإفريقي الذي أضحى اليوم ضرورة"، موردا: "لدينا تجارب ناجحة يمكن عرضها على الأشقاء في القارة الإفريقية، وتوجد العديد من الدول ومنظمات دولية للنقل والمالية وغيرها، كالصحة العالمية، تريد دعم السلامة الطرقية بإفريقيا". Zoleka Mandela ، ابنة نيلسون مانديلا الرئيس السابق لجنوب إفريقيا، أشارت إلى أن "لإفريقيا فرصا كثيرة لجعل طرقها أكثر سلامة بالنسبة لمستعمليها، وهذا الأمر يمكن تحقيقه في المستقبل"، وزادت: "أعتقد أن على المسؤولين أن يتحركوا ويبذلوا مجهودا كبيرا ليتمكن أطفالنا من الذهاب إلى مدارسهم آمنين". يذكر أن هذا المنتدى سيتناول عدة محاور، كالتدبير الإستراتيجي والمؤسساتي للسلامة الطرقية، وتمويل إستراتيجيتها، وإدماج التكنولوجيات الجديدة ودعم القدرات، واعتماد مبدأ السلامة الطرقية في الأوساط المهنية، بالإضافة إلى الدراسات وتطوير البحث العلمي في هذا المجال. ويشار إلى أن هذه التظاهرة يحضرها ممثلون للقطاع العام والخاص، ومكونات المجتمع المدني بإفريقيا.