يبدو أن النتائج التي تأتي بها مكاتب الدراسات، وكذا الآراء التي يتم تداولها بمواقع التواصل الاجتماعي، تسير عكس ما جاءت به حكومة سعد الدين العثماني في ما يتعلق بالاستمرار في العمل بتوقيت "غرينيتش+1". فقد كشف مكتب الدراسات المغربي " Claire vision consulting"، في دراسة شرع في إنجازها مباشرة بعد تبني الحكومة لمرسوم التوقيت الصيفي، وامتدت إلى غاية الثاني من نونبر الجاري، أن 9 مغاربة من أصل عشرة مستاؤون من هذا التوقيت. الدراسة الحديثة التي شمل فيها التصويت كافة الفئات العمرية ومختلف الشرائح الاجتماعية، في كافة مناطق المغرب، لفتت في خلاصاتها، حسب المكتب، إلى أن "89 بالمائة من المستجوبين يعارضون القرار الحكومي، بينما يتفق 7 بالمائة معه، في وقت تبقى نسبة 4 بالمائة برأي محايد". مكتب الدراسات "Claire vision consulting"، الذي يؤكد القائمون عليه أن استقراء آراء الشارع المغربي تم بطريقة دقيقة وغير مسبوقة، إذ لا تتعدى نسبة الخطأ فيه 3،5 بالمائة، أكد أن "75 في المائة من المستجوبين يؤكدون أنهم لا يرون أي فائدة من اعتماد الساعة الإضافية، ومبررات الحكومة غير مقنعة"؛ بينما ترى الحكومة أن اعتماد الساعة يؤثر إيجابا على الاقتصاد واستهلاك الطاقة. لا يقتصر الأمر على ذلك، فحسب الدراسة نفسها فإن 42 بالمائة من المُستجوبين يرون أن التوقيت الصيفي "من شأنه أن يتسبب في أضرار صحية بليغة للمواطنين، بالإضافة إلى الآثار السلبية للتوقيت الجديد على صحة الأطفال". كما أشارت الدراسة نفسها إلى أن "95 بالمائة من المغاربة الذين شملهم البحث يرون أن اعتماد هذا التوقيت خلال فصل الشتاء قد يؤدي إلى التأثير على توازن الأطفال، كما قد يزيد من خطورة التعرض للاعتداء والسرقة"، في إشارة إلى كون المواطنين يضطرون للخروج إلى مقرات عملهم قبل شروق الشمس والعودة منها بعد الغروب، وهي المواقيت التي ترتفع فيها نسب التعرض للاعتداء والسرقة، حسب المصدر نفسه. وحسب المركز الذي اعتمد في دراسته على رأي 845 مغربيا يمثلون كافة الشرائح الاجتماعية والمجالات الاجتماعية والاقتصادية، 52 بالمائة منهم نساء، فإن 77 بالمائة من الأشخاص الذين تم استجوابهم يرون أن الحل الوحيد للمشكل هو "العودة إلى اعتماد التوقيت الرسمي غرينيتش طيلة السنة والتخلي نهائيا عن التوقيت الصيفي". مقابل ذلك، دعا 7 بالمائة إلى إضافة الساعة الصيفية خلال فترة الصيف فقط والتخلي عنها بمجرد حلول فصل الشتاء؛ فيما يرى 16 بالمائة أنه يجب توسيع دائرة البحث في منافع الساعة الإضافية قبل اعتمادها للتأكد فعلا من جدواها. وتحدثت دراسة مركز "Claire vision consulting" عن أن غياب التواصل الحكومي مع المواطنين كان سببا في سخط المغاربة، إذ أكد المستجوبون، وهم من الفئات العمرية النشيطة، عدم لجوء الحكومة إلى رأي الشارع الوطني قبل اعتماد الساعة الصيفية، مشيرين إلى أنه إجراء مفروض ولم يسبق للحكومة التلميح إلى اعتماده من قبل. وأثار قرار اعتماد التوقيت الصيفي طوال السنة موجة غضب واسعة في مختلف شرائح المجتمع، إذ عبر المغاربة عن رفضهم له، مطالبين الحكومة بالعدول عنه.