لعب "الباشا الكلاوي" دورا بارزا في التخطيط لإبعاد محمد الخامس عن حكم المغرب و أوعز للفرنسيس بتعيين ابن عمه "محمد ابن عرفة" على رأس المملكة الشريفة كزعيم روحي يساهم في ضمان استقرار البلاد وضمان مصالح فرنسا. "" موقع الباشا "الكلاوي" المسيطر على مفاتيح الجنوب وتجارة الصحراء، وكذا قربه من الدوائر الفرنسية جعلت من الجنرال "كيوم" يحبذ الفكرة والتي كان من شأنها وضع حد لصداع الرأس الذي كان من ورائه محمد الخامس ولفيف من المثقفين والذين كانوا على صلة بالسلطان والمطالبين بالإصلاحات الموسعة والتي كانت باريس ترى فيها نوعا من فتح الباب أما استقلال المغرب وتشجيع مستعمرات فرنسا على ذلك ،الجنرال كيوم والكتاني و الكلاوي عملوا على شراء ذمم الأعيان الذين كان من المفترض إقناع عامة الناس بالسلطان الجديد محمد بن عرفة... لكن بذور الانتفاضة التي زرعها السلطان محمد بن يوسف رسميا عند تقديم وثيقة الاستقلال في 11 يناير 1944 والأوضاع المزرية لعموم الشعب المغربي أججت الأوضاع بشكل غير منتظر ففشلت الخطة التي راهن عليها الثلاثي "كيوم – الكتاني – الكلاوي" بتنصيب ابن عم محمد الخامس على رأس المملكة الشريفة وضمان الملك في سلالته لتعم البلاد سلسلة من الاحتجاجات و استهداف مصالح فرنسا التي راجع ساستها وصناع القرار بباريس الموقف واقتنعوا فيما بعد بشخصية محمد الخامس، فتمت إعادته في نونبر 1955 من منفاه بجزيرة مدغشقر كحاكم فعلي والأصلح لضمان مصالح فرنسا لتنتهي حقبة السلطان ابن عرفة الذي كاد أن يحمل اسم محمد السادس فانتهى به المقام للعيش في مدينة طنجة الدولية ثم بمدينة" نيس " الفرنسية حيث وفرت فرنسا لابن عرفة الإيواء و الاستضافة بما يقتضيه رد الجميل لعميل مخلص. في يوليوز 1976 يعلن عن وفاة "محمد بن عرفة بن محمد بن عبد الرحمان" عن عمر ناهز التسعين لينقل رفاته لأحد مقابر مدينة فاس بإذن خاص من الملك الراحل الحسن الثاني بعد أن رقدت جثته سنتين كاملتين بأحد مساجد فرنسا، كعقاب له و هو ميت على اشتراكه في المس برمز سيادي يجمع عليه كل المغاربة منذ قرون ولولا القرابة و أواصر الدم لبقيت جثته هناك إلى يوم يبعثون... عساسي عبدالحميد – المغرب [email protected]