برغم مرور عشر سنوات على أحداث 11 سبتمبر، ما زالت الجالية المسلمة في كندا تواجه بعض التصورات النمطية السلبية، بحسب دراسة استقصائية قومية كشفت عن عدم ارتياح واسع النطاق ضد المسلمين في الغرب. وتعليقا على هذه الدراسة قال "جاك جيدواب"، المدير التنفيذي للجمعية الكندية للدراسات: "معظم هذه التصورات السلبية بنيت على أساس الصور التي يراها الناس حول مستوى العالم"، حيث أظهرت نتائج استطلاع الجمعية الكندية للدراسات بأن المسلمين أكبر أقلية يُنظر إليها سلبا في كندا. يشار أن الاستطلاع أوضح أن 43% فقط من المشاركين في الدراسة الاستقصائية أعربوا عن تصورهم بدرجة "إيجابي جدا" أو "ايجابي إلى حد ما" عن المسلمين، بينما حصل الملحدون على نسبة أعلى من ذلك، حيث أعرب 60% عن تصورهم بدرجة "إيجابي جدا"، في حين حصل السكان الأصليون على نسبة 61%. وكشف الاستطلاع، الذي شمل 2345 شخص، أن النظرة السلبية تجاه المسلمين في كندا أعمق بكثير في مقاطعة كيبيك، أكبر مقاطعات البلاد، حيث وصلت نسبة من لديهم تصورات "إيجابية جدا" أو "إيجابية إلى حد ما" نحو المسلمين إلى حوالي 35% فقط من المشاركين في الاستطلاع من سكان كيبيك. وتعزوا التقارير هذه النسبة إلى المناقشات الساخنة التي تدور داخل مقاطعة كيبيك حول ارتداء الحجاب والنقاب، وتعدد حالات التضييق على المسلمات في الأماكن العامة. ويعتقد جيدواب، المدير التنفيذي للجمعية الكندية للدراسات، التي أشرفت على إجراء هذا الاستطلاع ما بين 20 سبتمبر و 3 أكتوبر، بهامش الخطأ من اثنين في المائة، أن نتائج الاستطلاع تعكس إلى حد كبير استمرار عدم الارتياح واسع النطاق تجاه المسلمين بعد مضي عقد من الزمان على أحداث 11 سبتمبر. وأضاف قائلا: "إن الرؤية السائدة منذ عقد من الزمان كانت تعزيز الوئام والأواصر الاجتماعية، التي تعتمد غالبا على التغلب على الصراعات أو تخفيف حده التوتر بين الكنديين الأصليين والأقليات الموجودة"، مشيرا إلى أنه "بدلا من ذلك تم التركيز في الوقت الحالي على التوتر بين المسلمين وغير المسلمين، حيث استعاض عن تحيز الناس بالتركيز على المسلمين". ونظرا لأن استطلاعات الرأي السابقة التي أجريت في بريطانيا والولايات المتحدة أظهر تصورات سلبية مماثلة تجاه المسلمين، يقول جيدواب: "وجود نتائج مماثلة في دول غربية أخرى تشير إلى أن هذا ليس قضية خاصة بكندا"، داعيا إلى بذل جهود عالمية للمساعدة في تغيير المفاهيم المناهضة للمسلمين، مضيفا: "هذا لا يعني أنه لا ينبغي علينا وضع برامج وسياسات في كندا لتحسين التصورات المأخوذة عن المسلمين، لكني أدعو إلى أن يكون تأثيرها عالمي". والمثير للدهشة أن نتائج الاستطلاع أظهرت أن المهاجرين بشكل عام في كندا حازوا على نسبة 68% من التصورات الايجابية، فيما حصل الصينيون على أعلى تصور إيجابي (75 ٪) ، يليهم البروتستانت "السود واللاتينيين" (74 ٪) ، أما الكاثوليك فحازوا على (73 ٪)، واليهود (72 ٪) والفرنكوفونيين (70 ٪). و برغم نتائج هذا الاستطلاع الذي أظهر تمييزا ضد المسلمين، فإن هناك دراسة استقصائية أخرى أثبتت أن الأغلبية الساحقة من المسلمين الذين يشكلون نحو 1.9% من 32.8 مليون نسمة هو عدد سكان كندا، فخورون بأنهم كنديون.