يخيم جو من التشاؤم داخل أوساط كبار مسؤولي الشركات العاملة في مجال الصناعات الغذائية المدرجة في بورصة الدارالبيضاء، بسبب تراجع معاملاتها نصف السنوية للفترة الممتدة ما بين يناير ويونيو 2018. وتسبب هذا التراجع في معاملات معظم هذه الشركات المغربية في التأثير بشكل سلبي على أداء أسهمها بالسوق المركزي لبورصة الدارالبيضاء، التي تعاني أصلا من انخفاض في التداولات منذ سنوات. تراجع المعاملات لهذه الشركات ربطه المحللون المتابعون لقطاع الصناعات الغذائية بالتراجع النسبي للطلب في السوق المحلي والدولي، إضافة إلى التبعات السلبية لحملة المقاطعة على بعض المنتجات الغذائية. وباستثناء شركة "أونيمير"، العاملة في قطاع الصناعات السمكية، التي حققت نموا كبيرا في رقم معاملاتها بلغ 10 في المائة، نتيجة الارتفاع اللافت للطلب الأوروبي على منتجاتها، فإن باقي الشركات كشفت عن تسجيل تراجع في معاملاتها. شركة لوسيور كريستال، العاملة في مجال الصناعات الغذائية وإنتاج مواد التنظيف، تكبدت خسائر مالية كبيرة جراء تراجع مستوى صادراتها نحو الخارج والانخفاض الملموس الذي طال أسعار المواد الأولية في الأسواق العالمية؛ وهو ما حمل الشركة على خفض أسعار منتوجاتها. وأظهرت البيانات المالية تراجعا قياسيا في نتيجة التشغيل لشركة لوسيور كريستال خلال الشهور الستة الأولى من العام الجاري بنحو 17 مليون درهم، بعدما بلغت 139 مليون درهم هذا العام، مقابل 146 مليون درهم في الفترة نفسها من السنة المنصرمة. وانخفض رقم معاملات شركة كوسومار، العاملة في مجال صناعة السكر، بنسبة 14.3 في المائة، ليستقر في مستوى 3.8 ملايير درهم، فيما انخفض فائض التشغيل الإجمالي بنسبة 9.9 في المائة. وتراجع الربح الصافي للشركة إلى 491 مليون درهم، مسجلا انخفاضا بنسبة بلغت 12.3 في المائة. وبلغت خسائر سنطرال دانون، في النصف الأول من العام الجاري، ما يناهز 115 مليون درهم، بالمقارنة مع أرباح قيمتها 56 مليون درهم في الفترة نفسها من العام الماضي. وكشفت المجموعة الفرنسية استمرار تراجع رقم معاملاتها في الفصل الثالث من سنة 2018، بنسبة 35 في المائة، وقالت إن ذلك نتيجة لحملة المقاطعة التي بدأت تخف وطأتها بشكل تدريجي. كما قالت شركة أولماس للمياه المعدنية إن صافي الربح العائد للمساهمين في النصف الأول تراجع بنسبة 87.9 بالمائة، واستقر في 9.74 مليون درهم، وقال مسؤول كبير في الشركة إنهم يتوقعون تحقيق نتائج إيجابية قبل نهاية العام. وانخفض رقم معاملات شركة "داري كوسبات"، العاملة في الصناعات الغذائية، بنسبة 2.1 في المئة في الشهور الستة الأولى من العام الجاري، نتيجة الركود الذي يخيم على طلب المستهلكين في السوق، وهو ما أثر سلبا على النتيجة الصافية التي تراجعت بنسبة 6.14 في المائة، محققة 32.11 مليون درهم. ووفق بيانات مالية صادرة عن الشركة المدرجة في البورصة، فإن نتيجة التشغيل تراجعت بدورها بنسبة 8.11 في المائة، بعد استقرارها في مستوى 44.06 مليون درهم.