قضت المحكمة الابتدائية بتطوان بالحكم على الناشط الحقوقي والمدون سفيان النكاد بسنتين سجناً نافذا بعد متابعته من طرف النيابة العامة بمجموعة من التهم، منها نشرُ الكراهية والعصيان والتحريض وإهانة رموز الدولة؛ فيما أرجأت النظر في ملف 10 معتقلين آخرين متابعين في قضية الاحتجاج على وفاة "شهيدة الهجرة" إلى يوم الأربعاء المقبل، حتى يتسنّى لهم إعداد الدفاع. ووفقاً لما نقله المحامي في هيئة تطوان جابر بابا، لجريدة هسبريس، فقد "تمت إدانة الناشط سفيان النكاد بسنتين سجنا نافذا بعد نشره تدوينة إثر استشهاد حياة بلقاسم، رأت فيها النيابة العامة أنها تحملُ في طياتها بعض مظاهر الكراهية والتحريض وإهانة رموز الدولة"؛ وفق تعبيره، فيما من المنتظر أن تنظر المحكمة نفسها يوم الاثنين المقبل في ملف 9 شباب من المحتجين عقب مقتل الشابة حياة، ويتعلق الأمر ب 4 راشدين و5 قاصرين. من المرتقب أن تُباشر المحكمة، مطلع الأسبوع المقبل، النظر في ملف محتجين آخرين يبلغ عددهم 11، 10 في حالة اعتقال، بينهم قاصرون، متابعون بتهم تتعلق ب"تخريب الممتلكات الخاصة والعامة وعرقلة السير ورشق القوات العمومية بالحجارة ووضع متاريس في الشوارع والأماكن العمومية"، يوم الأربعاء المقبل، بعدما قرّرت تأخير الملف بسبب عدم استعداد هيئة الدفاع. وذكر المصدر ذاته أن "دفاع المدان بسنتين كان قد التمس أجلا لإعداد الدفاع، ولكن المعني بالأمر أصر على مناقشة الملف والنطق بالحكم في أقرب أجل؛ وأنه متيقن من براءته من كل التهم الموجهة إليه". وقال الناشط الحقوقي عبد الإله الخضري إن "الناشط سفيان النكاد المُدان بسنتين حبسا نافذا مدون معروف بنشاطه الإعلامي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ويدير موقعا إلكترونيا من مدينة تطوان، وسبق أن توبع في قضية أخرى سنة 2017 إثر اتهامه أحد النشطاء الحقوقيين بالنصب والاحتيال". وأضاف المتحدث ذاته: "كان من الأوائل الذين غطُّوا إعلامياً قضية الشهيدة حياة، ومن الطبيعي، باعتباره مدونا وإعلاميا وحقوقيا، أن تكون لديه مواقف وآراء على خلفية هذه النازلة الإنسانية المؤلمة، كما يحصل مع العديد من النشطاء الحقوقيين الذين يمارسون العمل الإعلامي". واستدركَ المتحدث: "لكن أن تتمَّ معاقبته بسنتين سجنا فإن الحكم سيجرُّ على المغرب انتقادات كبيرة وواسعة بالتأكيد، وطنيا ودوليا؛ لأننا لم نعد نطيق سماع مثل هذه الأخبار المفزعة، الخاصة باعتقال ناشطين ومعاقبتهم بالسجن؛ فهل ضاقت دولتنا ذرعا من آراء الشباب التواق إلى الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة؟ هذه المتابعات غايتها تكميم الأفواه وترويع النشطاء، وخصوصا الأجيال الصاعدة، التي تنبئ تحركاتها بعدم تقبلها لهذا الوضع منذ نعومة الأظفار"، على حد قوله.