"أبلغ من العمر أزيد من 100 سنة، زوجتي عجوز، وابني محمد يعاني من إعاقة ذهنية، فيما ابنتي فاطمة مقعدة بسبب إصابتها بشلل نصفي، وكما تلاحظون ليس لي القدرة على ترميم بيتي، الذي أصبح عرضة لتسرب مياه الأمطار"، هكذا لخص أحمد الضعيفي لهسبريس معاناته، التي فاقمها الفقر والشيخوخة، مع العيش في بيت على وشك الانهيار وابنين معاقين، يزيد عمر كل واحد منهما عن 30 سنة. إنها فعلا مأساة حقيقية تلك التي تعيشها هذه الأسرة المقيمة بدوار كدارا بقرية ابا محمد بإقليم تاونات، والتي وجدت نفسها وجها لوجه في مواجهة خطر محدق بعد أن اقتلعت الرياح سقف بيتها الطيني، الذي اعترته التشققات من كل جانب، وتحول جزء منه إلى أنقاض وركام. بيت من طين ومعاناة من حجر "تحملت المشقة لأجل وضع سقف لبيتي، لكن، مؤخرا، هبت رياح قوية اقتلعت القصدير من مكانه، وبدأت مياه الأمطار تتسرب إليه، فدمرت البعض منه، وما تبقى من البناء الطيني صار عرضة للانهيار، وقد يتهاوى مع تساقطات مطرية أخرى"، يقول أحمد الضعيفي، الذي أوضح لهسبريس أنه لا يتوفر على الإمكانيات لإصلاح بيته من جديد، مناشدا السلطات وأهل الخير لمساعدته على القيام بذلك. "عندما اقتلعت الرياح سقف المنزل ذهبت إلى القائدة، وأخبرتها بالخطر الذي أصبحت أعيش فيه، فرافقني عون سلطة وعاين حالة البيت، واكتفى بمد أحد جيراني برقم هاتفه، وطالبني بإخباره في حالة ما وقع انهيار جديد بمنزلي"، يقول الضعيفي، الذي أكد أن السلطات لم تفعل لأجله شيئا، رغم أنه متضرر، وينام رفقة أفراد أسرته في بيت أصبح يشكل خطرا عليهم. "عندما كان يتمتع بصحته كان بمقدوره صيانة بيتنا، أما بعد أن خانته قواه، فلم يعد بإمكانه القيام بذلك. الله يحسن عونه، هو قليل الصحة"، تقول رقية، زوجة أحمد الضعيفي، التي كانت تجلس بجانب ابنتها فاطمة، تبادلها أطراف الحديث بباحة البيت، الذي تتناثر بمختلف أرجائه أفرشة وأغطية بالية وملابس وأوان متسخة تنتظر من ينظفها. ابنة مقعدة وولد معاق ذهنيا "كانت ابنتي فاطمة طبيعية، قبل أن تصاب بمرض مفاجئ في سن الخامسة، حيث أصبحت تمشي بصعوبة وتسقط على الأرض بين الفينة والأخرى، والآن لما كبرت لم تعد تقوى بتاتا على الحركة، وأصبحت مقعدة"، توضح الأم رقية، مضيفة أن زوجها حمل ابنتهما إلى الطبيب لما ألمّ بها المرض، لكنه لم يتابع علاجها بسبب عدم توفره على الإمكانيات اللازمة لنقلها إلى المستشفى بمدينة فاس. "حتى أنا لم يعد بمقدوري الوقوف على رجلي، وأصبح يتعذر علي القيام بأشغال المنزل والتكفل بابنتي فاطمة وابني محمد"، تقول الأم العجوز، متسائلة، في حزن وقلق عميقين، عمن سيتكفل بولديها إن هي فارقت الحياة. "أعيش وضعية مزرية، وأحس بالنقص، وازدادت معاناتي، مؤخرا، لما أصبحت رجلاي مشلولتين"، هكذا وصفت فاطمة حالتها الصحية، مبرزة لهسبريس، وهي تحبس دموعها بصعوبة، أنها أصبحت تعاني، في الآونة الأخيرة، آلاما فظيعة في أطرافها السفلى. والتمست عرضها على أحد الأطباء عله يضع حدا لأوجاعها، وتمكين أسرتها من بيت يحفظ كرامتها، ولتعيش فيه، رفقة شقيقها ووالديها، مطمئنة ما تبقى لها من العمر. من جانبه، طالب بوجمعة بالمقدم، رئيس جمعية "النور" لذوي الاحتياجات الخاصة بقرية ابا محمد بالتكفل بحالة أسرة أحمد الضعيفي، التي وصف وضعها بالمؤلم، مشيرا إلى أنه تأكد لجمعيته أن الأسرة تعيل وتتكفل بابنين معاقين، وألا مورد لها، خصوصا بعد زواج الأبناء الآخرين الذين يعانون، بدورهم، من وضع اجتماعي صعب، لا يسمح لهم بدعم والديهم الطاعنين في السن. للمساعدة، يرجى التواصل مع الأب أحمد الضعيفي شخصيا بطلبه على رقم هاتف ابنه عبد النبي: 0639586338