قال مسؤولون في جماعة مدينة الدارالبيضاء، التي يقود مكتبها المسير حزب العدالة والتنمية، إن جل الفرق السياسية بمجلس المدينة عبرت عن رغبتها في طي ملف التأخر في تحويل مبلغ 550 مليون سنتيم منذ بداية العام الجاري، قصد توظيفها في تحسين ظروف إيواء وتغذية نزلاء خيرية تيط مليل، التي تعاني من انتشار الأوبئة والأمراض، علما أنها أكبر مركز خيري في العاصمة الاقتصادية. وأكدت مصادر هسبريس أن مجلس المدينة سيحول المبلغ المذكور في القريب العاجل، معتبرة أن هناك توجها لتحسين حكامة تسيير مركز تيط مليل، الذي تمتد مساحته على 13 هكتارا، والرفع من مستوى وشروط إيواء النزلاء القانونيين. وسبق للمسؤولين في مجلس المدينة أن عقدوا شهر شتنبر الماضي لقاء مع المتصرف القضائي المكلف بالإشراف المؤقت على تدبير الشؤون المالية للمركز الاجتماعي الجهوي "دار الخير تيط مليل"، قصد بحث سبل إيجاد حلول مستعجلة للمشاكل الصحية التي يتخبط فيها النزلاء منذ سنوات. ويقول المسؤولون إن هذه المشاكل تفاقمت بشكل كبير منذ بداية شهر يناير من العام الجاري، إلى جانب المشاكل المالية التي تعيق حسن سير هذا المرفق الاجتماعي الذي يعاني من سوء التسيير منذ سنوات. ويبحث المسؤولون بمجلس المدينة سبل الإسراع في ضخ مبلغ 550 مليون سنتيم، في إطار الدعم المخصص لمركز تيط مليل، البالغ 5 ملايين درهم سنويا، من أجل سد العجز المالي الكبير الذي يعاني منه المركز، والذي أثر سلبا على تسيير هذه المؤسسة، وفق تصريحاتهم. ويؤكد نشطاء جمعويون أن الوضع لم يعد يحتمل أن تواصل المصالح الحكومية لعب دور المتفرج على الحالات الإنسانية التي لم تعد تسجل في أي بلد في العالم، حتى في الدول شديدة الفقر. واستفحلت الأمور، يقول النشطاء، بشكل خطير في هذا المركز الخيري، إلى درجة أنها أصبحت تشكل وصمة عار على جبين رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، الذي يقود حزبه وزارتي حقوق الإنسان والأسرة.