تسير إيمان بنيوس، التلميذة المتفوقة المنحدرة من مدينة خريبكة التي تمكنت من نيل شهادة البكالوريا، شعبة العلوم الفيزيائية، بميزة حسن جدا بمعدل بلغ 27ر19 برسم الموسم الدراسي 2018-2017، بعد متابعتها الدراسة في ثانوية عمومية، بخطى ثابتة لتحقيق الحلم الذي كان يراودها منذ الصغر بأن تصبح طبيبة، على اعتبار أنها نجحت في ولوج كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء بداية الموسم الدراسي الحالي. وبالنسبة لهذه الشابة البالغة من العمر 18 عاما، فإن ولوج كلية الطب يعتبر بداية رحلة طويلة لكنها مثيرة في نفس الوقت، على اعتبار أنها لا تعتزم الاكتفاء فقط بالحصول على شهادة الدكتوراه، لكن تطمح كذلك لإجراء التخصص في جراحة الأعصاب، الأمر الذي يتطلب منها 10 سنوات أخرى من الدراسة والتداريب. غير أن هذا المعطى لا يبدو أنه يحبط من عزيمة إيمان، الأكبر سنا ضمن أسرة مكونة من أربعة أبناء. فقد بدت منذ الوهلة الأولى واثقة من نفسها ومعجبة بالأجواء السائدة في مدرجات الكلية، المختلفة تماما عما عهدته في حجرات ثانوية ابن عبدون التي درست بها في مدينة خريبكة عاصمة الفوسفاط. وقالت إيمان: "عندما ولجت المدرج للمرة الأولى، اندهشت للكم الهائل من الطلبة الموجودين، والتنوع الكبير في السلوكيات والأصول والطموحات، ناهيك عن المظهر الخارجي واللباس الذي يرتديه الطلبة، الذي يختلف بشكل كبير عن الألبسة التي كان يرتديها تلاميذ الثانوية التي درست بها"، مؤكدة أنها بدأت تتعود شيئا فشيئا على ارتداء الوزرة البيضاء، وحياتها الجديدة بمدينة الدارالبيضاء داخل شقة تكتريها رفقة عدد من زميلاتها بالقرب من الكلية. وفي انتظار حصولها على شهادة الدكتوراه، التي تتطلب سنوات من التضحية والعمل الجاد، تمكنت إيمان بالفعل من تحقيق حلم لطالما راودها وهو الاستقبال الذي حظيت به من قبل الملك محمد السادس إلى جانب أحد عشر طالبا تميزوا خلال الموسم الدراسي 2018-2017 ، في 17 شتنبر الماضي بمناسبة ترؤس الملك حفل تقديم الحصيلة المرحلية والبرنامج التنفيذي في مجال دعم التمدرس وتنزيل إصلاح التربية والتكوين. ومضت إيمان قائلة "ما زلت لا أصدق حتى هذه اللحظة أنني تشرفت بالسلام على الملك، سأظل محتفظة بهذه اللحظة طيلة حياتي، لقد كانت فرحة عارمة ولحظة متميزة"، مضيفة أن هذه الالتفاتة السامية تمثل بالنسبة لها دفعة كبيرة من شأنها تقوية عزيمتها ومساعدتها على المضي قدما. وردا على سؤال حول سر تفوقها الدراسي وهو ما سيتواصل بالتأكيد في مشوارها برحاب كلية الطب، أوضحت إيمان أنها تراجع دروسها بانتظام دون انتظار اقتراب موعد إجراء الامتحانات، بهدف تسريع وتيرة الإعداد للاستحقاقات المقبلة، وتخفيف العبء عن نفسها وتجنب سهر الليالي كما يفعل العديد من التلاميذ، وهو ما تعتبره عادة سيئة. وتابعت بالقول "أخصص يوميا حيزا من وقتي لمراجعة دروسي، بمفردي دائما، وأتجنب العمل في إطار مجموعة كي أحافظ دائما على تركيزي، واستغل إمكانياتي إلى أقصى حد ممكن، وأعرف أيضا حدودي"، داعية التلاميذ الذين يحضرون لنيل شهادة البكالوريا إلى عدم الخلط بين المراجعة والمرح عند الاشتغال في إطار مجموعات، وتجنب الإجهاد ما أمكن. ولتجنب هذا الإجهاد غير الضروري، أوصت إيمان التلاميذ بالبدء في التحضير للامتحانات بشكل مبكر ، وإعداد ملخصات للمواد الأدبية، وبالأخص عدم الاستسلام في حال فشلهم في الحصول على نتيجة جيدة في الامتحان الجهوي، من خلال مضاعفة الجهود للحصول على شهادة الباكالوريا خلال الامتحان الوطني لنيل الشهادة. *و.م.ع