- أنت يا وطننا! مغروس في أعماقنا.. ومن حالك وآفاقك، نحن منفتحون على كل الاختلافات.. وكل الكائنات.. وكل الكون الشاسع الرحب.. نحب الحياة لنا ولغيرنا، ولكل العالم.. ومحبتك يا وطننا بلا حدود.. تضيئها مشاعر.. ومعها عقل.. والتزام.. وتآزر.. وتعاون... - وهذه يرافقها رفض مطلق.. الرفض لأي احتكار.. من أي نوع.. لا نقبل احتكار الوطن.. واحتكار حب الوطن.. والرفض لمن يحسبون أن الوطن لهم وحدهم.. هذه تلاعبات إيديولوجية غير مقبولة.. - الوطن للجميع، وليس لأحد دون آخر.. وكلنا هذا الوطن.. الكل بلا استثناء.. الوطن هو المواطن.. وهو أرض الوطن.. وسماء الوطن.. وهو الوطنية والمواطنة.. - هو الإنسان.. والإنسانية.. هكذا نراك يا وطننا.. أنت في أعماقنا.. ونحيا من أجل سلامتك.. وعلوك.. - ولا احتكار للوطن.. والوطنية! كلنا أمام الوطن سواسية.. وليس هذا الوطن بقرة لفئة محدودة.. الوطن للجميع.. وحب الوطن ليس مثل "حب الجزار للكبش".. الجزار جزار.. والجزار لا يحب.. الاستغلالي لا يحب.. والاستغلال انتهاز.. واحتكار.. وظلم.. ونهب.. الاستغلال أنانية.. واستدراج إلى تطاحن.. ولا نقبل استغلال الوطن من قبل أية فئة، على حساب غيرها.. كل التنوعات، من المفروض أن تكون متساوية أمام الوطن.. متساوية أمام الحقوق والواجبات، على تربة الوطن.. وحب الوطن يقف على أساس الحق والعدل.. هو حب لحياة مشتركة فيها الناس تعيش وتتعايش على قدم المساواة، وعدالة اجتماعية، وفيها حكومة لا تفرق بين هذا وذاك.. حكومة تبذل كل مجهود من أجل مصلحة الجميع.. ومن أجل استقرار يقف حاجزا دون الركود الاقتصادي.. الركود فخ لكل البلد.. والحكومة التي تنخر الاقتصاد، تتسبب في ركود قابل لتفجير العلاقات والتوازنات الاجتماعية.. - لا لحكومة تقود بلادنا إلى الركود الاقتصادي! وهذه هي المحبة الناضجة العادلة في علاقات المواطن بالوطن.. وعلاقات مؤسسات الدولة بالمواطن.. ونحن نحبك بكل هذا النضج يا وطننا! حب بلا حدود.. حتى ونفوس بعض مسؤولينا تتضايق لهذا الحب اللامتناهي.. ولا تقبل أن تكون لك كل هذه المساحات الشاسعة في قلوبنا.. - وليتضايقوا! إنك يا وطننا، كل الحياة، في حياتنا! وما زلنا هنا، يا وطننا، لم نكتشف حكومة ذات ضمير مهني.. حكومة في مستوى عادل، ومواصفات إنسانية.. وحكومتنا، كما كانت سابقات، تناصر الفساد.. وتجد مبررات لاستمرارية الفساد.. حكومتنا تفرق بين الناس.. ولا تتوقف عن تفضيل هذا على ذاك.. وعن ممارسة التفقير والتجهيل.. - والجهل أخطر من الفقر.. وما زلنا ننتظر حكومة نزيهة، في مستوى رونقك ورقيك الطبيعي، يا وطننا.. إن في علاقاتنا مع حكوماتنا حلقات مفرغة! وعلينا بعلاج هذه المفرغات.. وهذه من واجباتنا نحن بناتك وأبناؤك، يا وطننا.. علينا واجب إصلاح ما يستوجب الإصلاح.. وأمامك يا وطننا، طريق علينا أن نسلكها بحزم وثبات.. ولا بد من تحقيق توازنات سياسية واقتصادية واجتماعية، فيها التعليم والصحة والعدل والأخلاق والشغل... وفيها كل مواصفات "دولة المؤسسات".. ولا بد من تقويم أحزاب هي عندنا اليوم من أفسد ما خلق.. - مع ضرورة مراقبتها ومحاسبتها.. ووحده حبك، يا وطننا، مقياس لما علينا أن نفعل من أجلك ومن أجلنا، ومن أجل أجيال قادمة! وليست كل قراءاتنا سياسية.. حبنا ليس فقط سياسيا.. فنحن لسنا فقط مجتمعا سياسيا.. نحن ولائيون للإحساس بك يا وطننا.. والارتباط بك.. والالتزام بما علينا أن نفعل من أجل عزتك وشموخك، في فسيفساء كونية وردية.. ومن خلالك يا وطننا، كل الكون لنا وطن.. وكل الحياة لنا حياة.. وكل الناس لنا إخوة.. ولا ننشد، من خلالك يا وطننا، إلا السلام مع أنفسنا، ومع بعضنا، ومع كل العالم.. - وفي التعاون مع كل شعوب العالم.. وكل العالم أنت منه، وهو منك، يا وطننا.. ومصلحتنا مرآة لمصلحة كل الجنس البشري.. ولا فرق بين أجناسك.. وطننا هو نحن.. ونحن وطننا.. هكذا نراك: فضاءا للجميع.. حضنا لكل إنسان في ربوعك.. أنت قطعة منا.. ونحن قطعة منك.. أنت مسكون فينا.. ونحن مسكونون فيك.. نحن متطابقان.. تعيش في قلوبنا.. ونعيش في تربتك.. - مع أخواتنا وإخواننا.. ومن أجلك، وأجل الجميع، يمكن إعادة النظر في قوانين قد فبركتها حكومات جاحدة.. نريد قوانين ملائمة لقوانين الدول المتحضرة.. هي أكثر عدالة، والتزامية، وأخلاقية.. وهذا ليس مستحيلا على أرضك، يا وطننا.. فبروح المسؤولية، نستطيع أن ننجز قوانين لا تتجزأ فيها الوطنيّة، ولا تتجزأ حقوق الإنسان.. الوطنية لا يجوز احتكارها، بأي حال، من قبل فئة انتهازية، على حساب أغلبية ساحقة من المواطنين.. ولا مساومة في الوطنية.. ولا تجزئ للوطنية.. كلنا الوطن، وكلنا الوطنية! والأخلاق أيضا غير قابلة للاحتكار.. الأخلاق سلوك محلي وعالمي، وليست قابلة للتجزئ.. الأخلاق إنسانية، تقام على أساس احترام "حقوق الإنسان"، أي إنسان.. ولا فرق بين إنسان وآخر.. وهكذا نريدك يا وطننا.. وطن يفتح ذراعيه لكل إنسان، على أساس "حقوق الإنسان" التي نصت عليها مواثيق دولية، ومنها العهد الدولي لعام 1948.. وعلى الدولة أن تتدخل.. وأن تنبه حكومتنا الضالة إلى طريق الصواب، فتصحح كل قوانينها التي تتعارض مع مواثيق دولية، ومع دستور البلد (2011): القانون الدولي فوق كل القوانين المحلية.. أليس كذلك؟ ولا يجوز أن تكون فيك، يا وطننا، مخالفات للعدالة الدولية، وتعسفات في حقوق الإنسان.. وعلى حكومتنا أيضا أن تتجنب استصدار قوانين لصالح الأغنياء ضد الفقراء.. - ولا مفر من العدالة الاجتماعية! وأيضا، لا مجال في وطننا لسياسة عدائية تجاه أي شعب، وأي بلد.. ولا جنوح إلى أية نزعة عسكرية.. نريدك يا وطننا بساطا أخضر للسلام، والأمن، والأمان، والتعايش، والتعاون، والتشارك مع العالم.. نحن جزء من الأسرة الدولية.. والعالم جزء منا.. هو منا، وإلينا.. وطموحنا مسالم.. السلام مع الجميع! والسلمية تجعلك يا وطننا ملتقى للحوار بين الاختلافات.. ومن حق الجميع أن يختلف، وليس من حق أحد أن يحول الاختلاف إلى نزاع.. ولا من حق أحد أن يحول الكرة الأرضية إلى بؤرة توتر.. وتستطيع، أنت يا وطننا، أن تقوم بدور مهم وفعال، لتغليب المصلحة العامة، بين مختلف مناطق المعمور، وإقناع الجميع بأننا كلنا جنس واحد.. على كوكب واحد.. إلى مستقبل عالمي واحد.. - تحت سماء واحدة! [email protected]