يتجمّع الطلبة والطالبات في محطات الحافلات المتفرّقة عبر شوارع مدينة سطات، ينتظرون وسيلة نقل تحملهم إلى جامعة الحسن الأول، لحضور الحصص الدراسية أو الحصول على وثائق إدارية في الوقت المناسب، متمنّين ألا تكون مكتظة تفاديا للتأخر عن التحصيل، بينما هناك من يقطع المسافة راجلا عبر سلك طريق غير معبّدة، بسبب تأخّر الحافلة أو لعدم توفّره على ثمن التذكرة؛ في حين يوجد من يستعين ب"الأطوسطوب" المجّاني. وتعرف نقطة الانطلاق ومحطة السماعلة وقصر البلدية والمحطة الرابعة المتواجدة بالقرب من إعدادية مولاي إسماعيل أكثر عدد من الطلبة والطالبات..تمرّ الحافلات دون أن تستوعب العدد الهائل من الزبائن، في وقت يتحيّن أصحاب سيارات الأجرة الصغيرة الفرصة بالقرب من محطات الحافلات، للبحث عن زبون مفترض ونقل من له رغبة وإمكانيات مادية من الطلبة. وإذا كان الطلبة والطالبات القاطنون بسطات يستفيدون من خدمات النقل الحضري في إطار التدبير المفوّض، فإن طلبة الروافد والنواحي يعانون أكثر بسبب غياب النقل الجامعي، أو بوجود المشاكل التي يعرفها تسيير النقل المدرسي الجامعي، الذي غالبا ما تشرف عليه بعض الجمعيات في إطار اتفاقيات شراكة كما هو الشأن بدائرة ابن أحمد. ورغم إعلان إحدى الجماعات الترابية استفادة الطلبة من النقل المجاني، إلا أنها تبقى حالة معزولة. طلبة ينشدون تحسين النقل الجامعي موضوع النقل الجامعي بات يؤرق الطلبة والطالبات، ويثقل كاهل الأسر يوميا، بالإضافة إلى أزمة الكراء، خاصة أمام محدودية الطاقة الاستيعابية للحي الجامعي، واستقبال جامعة الحسن الأول للطلبة من مختلف مدن المغرب، نظرا لتوفرها على تخصصات مرغوب فيها، كالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، بالإضافة إلى العلوم والتقنيات، وكذا شعبتي الاقتصاد والقانون. جواد، أحد الطلبة الذين التقت بهم هسبريس، قال في تصريح للجريدة: "أسطول الحافلات الخاص بالخط الجامعي غير كاف، إذ يظل الطلبة والطالبات ينتظرون لساعات طوال، خاصة في مرحلة العودة من التحصيل"، مشيرا إلى "ارتفاع ثمن التذاكر والاشتراكات". وفي السياق ذاته قال محمّد، أحد الطلبة الذين صادفتهم هسبريس بإحدى المحطات: "عدد الحافلات غير كاف للعدد المتزايد من الطلبة..."كيجي الطوبيس عامر"، حيث تشير الساعة إلى الثامنة صباحا ولازلنا ننتظر حافلة تستوعب العدد وتنقلنا نحو الجامعة". وأشار محمد بحسرة كبيرة إلى الثمن المرتفع والمحدد في 4 دراهم لكل رحلة، مع أداء 150 درهما في البداية، إضافة إلى 100 درهم كواجب شهريّ، مشدّدا على معاناة الطلبة مع مشكل النقل الجامعي خلال بداية الموسم الجامعي. وأجمع الطلبة المتحدّثون لهسبريس على مطالبة الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لتصحيح الوضع، وتجاوز العوائق التي تحول بين الطالب وحقّه في تلقي العلم، ما يفرض توفير الظروف الصحية للتحصيل، وذلك بالرفع من عدد الحافلات ومراجعة الأثمان لتكون في متناول الجميع. ممثل الشركة: نشتغل وفق دفتر تحمّلات من جهته أوضح حماني كبادي، ممثل شركة النقل الحضري بسطات، أن أسطول الحافلات كاف بخصوص الخط الجامعي، ويصل إلى 12 حافلة موضوعة رهن إشارة الطلبة والطالبات، مؤكّدا على العمل على تدعيمه بحافلتين في القريب العاجل ليصل إلى 14 حافلة. وأقرّ حماني بوجود الاكتظاظ منذ السابعة والنصف صباحا إلى حدود الثامنة، مشيرا إلى أن أي شركة لا يمكنها أن تتجاوز هذا المشكل، ومعللا ذلك بتواجد طلبة وطالبات 4 كليات في جامعة الحسن الأول بسطات، ينزلون إلى المحطات في ظرف نصف ساعة، ملتمسا من الطلبة الالتحاق بالمحطات انطلاقا من السابعة، عوض السابعة و40 دقيقة، خاصة القادمون عبر القطار. وأضاف المتحدّث أنه رغم الاكتظاظ فإن النقل الجامعي يسير في ظروف عادية دون تسجيل تأخر، نتيجة التوزيع المضبوط للحافلات عبر المحطات التي تعرف عددا كبيرا من الطلبة والطلبات. وحول ارتفاع ثمن التذاكر وواجب الاشتراك الشهري أوضح المتحدّث أن ذلك يخضع لدفتر التحمّلات الذي تلتزم به الشركة، نافيا وجود أعطاب خلال الرحلات نحو الجامعة بفضل الوضع الجيد للحافلات وتطعيم الأسطول بحافلات جديدة وفق مراحل تدريجية في انتظار الدعم من وزارة الداخلية بخصوص الفترات السابقة من خدمات النقل التي قدّمتها الشركة.