الساعة تشير إلى حوالي السابعة والنصف صباحا بشارع مولاي سليمان بالقرب من ساحة تافيلالت بمنطقة بني مكادة، حيث يقف العشرات من الطلبة منتظرين حافلة الخط رقم 1 الرابط بين بني مكادة والحي الجامعي بمنطقة بوخالف غرب مدينة طنجة. "هذه الحافلة دائما متاخرة"، يقول لسان حال معظم الطلبة الذين تبدو على وجوههكم علامات تذمر واضح بسبب تخلف الحافلة الدائم عن موعدها المفترض عند الساعة السابعة والربع. رحلات "جحيم" يومية تأخر الحافلة ليس وحده مشكل طلبة جامعة عبد المالك السعدي مع النقل، وإنما الاكتظاظ هو أكثر ما يؤرق بالهم أثناء توجههم نحو محطة الانطلاق قصد تنقلهم إلى كلياتهم، لان هذا المعطى أمام انعدام بديل عن حافلات "أوطاسا"، يجعل من تنقل الطلبة من وإلى الجامعة عبارة عن رحلات "جحيم" يومية، كما يحلو للعديد من الطلبة توصيفها. فالظفر بمقعد في الحافلة من أجل ضمان رحلة مريحة نسبيا، يتطلب أولا القدوم في وقت مبكر إلى المحطة وأيضا التوفر على قوة جسمانية لتجاوز المتزاحمين على ركوب الحافلة، وإلا فإن الوقوف بين الكراسي المشغولة أو المحجوزة يبقى هو الخيار الوحيد للوصول إلى الجامعة ولو بشكل متأخر. مشهد تزاحم الطلبة في مختلف محطات انطلاق الحافلات، يتكرر مرات عديدة في اليوم الواحد، وهو مشهد تزداد حدته خلال فترة الامتحانات التي تشهد إقبال جميع الطلبة المسجلين في الكليات التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، على خدمات النقل الحضري من اجل الوصول إلى مراكز الامتحانات، مما يجعل المعاناة مضاعفة، إلى درجة يفضل معها العديد من الطلبة الاستعانة بخدمات سيارات الأجرة الكبيرة بالرغم من سعرها المضاعف مادامت ستؤمن لهم الوصول إلى وجهتهم في الوقت المناسب. أما تحرك الحافلة في طريقها سواء في رحلة الذهاب او الإياب، فتحمل معها قصص معاناة أخرى بالنسبة للطلبة وبعض المواطنين الذين يتوافق خط الرحلة مع وجهتهم، حيث الجميع مضطر على تحمل الارتجاجات المتتالية بسبب ضغط السائق على دوسات الفرامل، مما يجعل أغلب الركاب خاصة الواقفين منهم الذين لم يجدوا كراسي للجلوس واكتفوا بالتمسك بالأعمدة القليلة المتواجدة وسط الحافلة المتهالكة. حافلات غير كافية معاناة طلبة جامعة عبد المالك السعدي مع اكتظاظ الحافلات، حسب مصادر طلابية، ناجمة عن تقاعس الشركة المسيرة لقطاع النقل الحضري بالمدينة، عن توفير العدد الكافي من الحافلات، بالرغم من المطالب المستمرة في هذا الصدد، من خلال المعارك النضالية التي ظل الطلبة يخوضنها على مر سنوات دون ان يتحقق هذا المطلب. وتؤكد مصادر من تعاضدية كلية الحقوق بطنجة، أن عدد الحافلات الرابطة بين منطقة بني مكادة والحي الجامعي لا يتعدى أربع حافلات، فيما لا يتجاوز عدد مثيلاتها المخصصة للخط الرابط بين ساحة الجامعة العربية والحي الجامعي ست حافلات. "إنه عدد غير كافي مقارنة مع عدد الطلبة الذي تزايد سنويا"، يقول مصدر طلابي قبل أن يضيف " فسائقو هذه الحافلات القليلة لا يتحركون من نقطة الانطلاق إلا بعد مدة طويلة مما يجعل الطلبة مجبرين على الانتظار طويلا بشكل يؤثر على أعصابهم". نفس المصدر يؤكد ضمن تصريحه ل"طنجة 24"، أن الأمل يبقى معقودا على المرحلة المقبلة من تدبير النقل الحضري بالمدينة والتي سيعلن عن تفاصيلها يوم 15 يناير المقبل، وهي مرحلة يراهن فيها الطلبة على زيادة عدد الحافلات المخصصة للنقل الجامعي بما يتناسب وأعداد الطلبة المسجلين بمختلف الكليات التابعة لجامعة عبد المالك السعدي.