يعيش إقليم طاطا هذه الأيام على وقع احتجاجات غير مسبوقة في وتيرتها وفي أشكالها، حيث قطع أزيد من خمسين تلميذا يتابعون دراستهم بثانوية ابن الهيثم التأهيلية الواقعة بجماعة أديس (7 كلمترات عن طاطا المدينة) الطريق الوطنية رقم 12 الرابطة بين أقا وطاطا لأكثر من ست ساعات يوم الثلاثاء 1 نونبر وكذا يوم الأربعاء 2 نونبر احتجاجا على ما قالوا عنها أوضاعا كارثية تعرفها المؤسسة التي يدرسون بها، بفعل الخصاص في الأساتذة والقاعات والتجهيزات، ولم تفلح محاولات مصالح عمالة طاطا في إقناع المحتجين بالسماح للعموم لاستعمال الطريق العام ما خلّف استياء لدى سائقي سيارات الأجرة وحافلات النقل العمومي كادت تنشب بسببه اشتباكات بين عدد من السائقين والتلاميذ المحتجين. ويوم الاثنين 31 أكتوبر المنصرم شاركت حوالي 60 سيارة أجرة من الصنف الكبير في مسيرة احتجاجية في اتجاه مقر عمالة طاطا، عبّر من خلالها مهنيو سيارات الأجرة عما وصفوه بانشغالهم وتدمرهم من الحالة "المزرية" والمشاكل التي يتخبط فيها القطاع في ظل ما اعتبروه لامبالاة وإهمال وإقصاء يعاملون به من طرف المسؤولين بطاطا، بفعل ما رأوا فيه وعودا كاذبة من قبيل الحرمان من الاستفادة من الرخص بالنسبة للسائقين القدامى واقتصارها على "أصحاب الجاه والنفوذ والميسورين"، كما احتج سائقو طاكسيات طاطا على ظاهرة النقل السري والعشوائي بالإقليم، واستمرار ما اعتبروه تجاوزا لحافلات "سريع باني" التي تعود ملكيتها للبرلماني حسان التابي للقانون متهمين الأمن الوطني والدرك الملكي بطاطا بالتواطؤ مع مالك الحافلات، وغضهم الطرف على الركاب الإضافيين على طول خط تمنارت ألوكوم. وأمام مقر عمالة طاطا ما يزال حوالي 150 شابا يواصلون اعتصامهم المفتوح للمطالبة ب"دمقرطة" الإنعاش الوطني ومحاربة ما يقولون عنه فسادا مستشريا في تدبيره على صعيد إقليم طاطا. وحسب مهتمين بالشأن المحلي بطاطا فإن نوعية الاحتجاجات ووتيرتها تزايدت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة بكل أنحاء الإقليم، خاصة بعد تعيين العامل الحالي عبد الكبير طاحون الذي أكد المهتمون المشار إليهم أنه لا يتقن سوى توزيع الوعود مما ينذر في رأي المهتمين أنفسهم بانفجار اجتماعي وشيك بإقليم طاطا.