هدد عشرات الآباء والأمهات بطاطا بالدخول في سنة بيضاء بعد إعلانهم مقاطعة أبنائهم للدراسة منذ يوم الجمعة الماضي، مطالبين في وقفة احتجاجية نظموها بداية الأسبوع الحالي بمقر النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بطاطا بفك الأقسام المشتركة، التي يدرس بها أبناؤهم بعدد من الفرعيات التابعة لمجموعة مدارس أم الكردان وتورسولت وأديس. وفي السياق ذاته، عبر المحتجون عن امتعاظهم من تكديس التلاميذ داخل الفصول الدراسية من أجل تفييض رجال التعليم لسد الخصاص الذي تعاني منه مدارس عديدة بالإقليم.هذا، ويعرف قطاع التعليم بطاطا اختلالات كبيرة منذ عدة سنوات، نتيجة الخصاص الذي أصبح دائما في الموارد البشرية والبنايات المدرسية، حيث ما يزال أكثر من 200 تلميذ بدون أستاذ منذ بداية الموسم الدراسي الحالي الذي وصف بالمتعثر. وذكر متتبعون للشأن التعليمي بالإقليم أن تلاميذ ثانوية ابن الهيثم التي كان مقررا أن تبدأ بها الدراسة خلال الموسم الحالي بجماعة أديس (حوالي 8 كلم عن طاطا)، يضطرون للتنقل إلى طاطا لمتابعة حصصهم الدراسية بمركز تكوين المعلمين كحل مؤقت. كما أشار المتتبعون إلى أن تلاميذ وأساتذة ثانوية المنصور الذهبي التأهيلية بمدينة أقا، التي تبعد عن طاطا بحوالي 60 كلم، يضطرون هم الآخرون إلى قطع مسافة كيلومتر لمتابعة حصص دراسية بأربع حجرات حجزتها النيابة الإقليمية شفويا بأحد أجنحة ثانوية أقا الإعدادية. وذكر مصدر من الإعدادية المذكورة أن فوضى عارمة تعم المؤسسة نتيجة هذا الوضع، خاصة مع الفراغ القانوني الذي يلف عملية نقل الحصص من الثانوية إلى الإعدادية.وعبر نقابيون عن استنكارهم لما يعرفه قطاع التعليم بطاطا، واصفين كل الإجراءات المتخذة بالارتجالية والترقيعية، وقال نائب الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم، لـالتجديد، إن ما يلجأ إليه مسؤولو القطاع من تفييض قسري لرجال التعليم في مؤسسات بعينها، وتفريخ الأقسام بمؤسسات أخرى، ينم عن عدم الرغبة في معالجة المشاكل وفق رؤية شمولية ونسقية، وجدد المسؤول النقابي نفسه رفض نقابته لعملية إعادة الانتشار بحجة أنها تخلف معاناة نفسية واجتماعية للمدرسين.