بعدما أثار إدراج أحد أفلامها غضبًا واسعًا في الأوساط الثقافية المغربيّة والفلسطينيّة، أعلنت المخرجة المغربية مريم بنمبارك انسحابها من مهرجان حيفا للسينما الذي يقيمهُ الكيان الإسرائيلي ابتداء من الأسبوع المقبل، مؤكدة أنها "لم تكن على علم بالبرمجة التي أعلنتها إدارة المهرجان". وقالت مخرجة فيلم "صوفيا" في بيان عممته يومه السبت إنها "طلبت من إدارة المهرجان سحب فيلمها من البرمجة المعروضة لأنها تعتبر نفسها صوتاً لمن لا صوت له؛ فهي ضدّ القمع والحصار الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني من طرف الكيان الصهيوني؛ وهذا ما يجعلها تعترضُ على المشاركة في مهرجان حيفا". وأوردت المخرجة المغربية: "لقد توصلت بهذا الإعلان وطلبت إلغاء مشاركتي في هذا المهرجان". وكان مثقفون وأكاديميون وسينمائيون مغاربة أطلقوا حملة لجمع التوقيعات من أجل "الحملة المغربية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل"، للتصدي لكل محاولات التطبيع. وحظيت المبادرة بتوقيع الوزير السابق محمد الأشعري والأنثروبولوجي عبد الله حمودي إلى جانب المخرج فوزي بنسعيدي، من أجل إطلاق مبادرة المقاطعة الثقافية لإسرائيل. وتقول المبادرة إنها استجابت لنداء الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل "BDS"، على نهج المبادرات التي أطلقها مثقفون حول العالم، آخرها التي أطلقها المثقفون التونسيون تضامنا مع الشعب الفلسطيني. ويلتزم المثقفون والسينمائيون الموقعون على هذه المبادرة بالوقوف ضد أي شكل من أشكال التعاون، سواء على المستوى الرسمي أو الشخصي، مع إسرائيل، على المستوى العلمي الأكاديمي، والجامعي، والرياضي، والثقافي والفني، بالإضافة إلى رفض أي مبادرة من جهات إسرائيلية لدعم أعمال مغربية، بالإضافة إلى الوقوف في وجه أي محاولة لشرعنة العلاقات مع إسرائيل. واستنكر المرصد المغربي لمناهضة التطبيع مشاركة ثلاثة أفلام مغربية في مهرجان "حيفا الدولي" الذي يستضيفه "كيان إسرائيل" أواخر شتنبر الجاري، معتبراً "خطوة مشاركة أفلام مغربية في مهرجان بحيفا تطبيعية مرفوضة، في ظل هجمة صهيونية أمريكية تستهدف القضية الفلسطينية". وأضاف المرصد أن "إدراج أفلام مغربية في برنامج المهرجان يدخل في إطار حرب نفسية على الشعب المغربي، من أجل تشويه موقفه الرافض للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي". وكانت مشاركة كل من نبيل عيوش ونرجس النجار ومريم بنمبارك بأفلام في مهرجان حيفا الدولي للسينما، الذي ينتظر أن ينطلق الأسبوع المقبل، أثارت سجالاً كبيرا داخل المغرب، خاصة أن المهرجان خصص لكل واحد من المخرجين المغاربة فرصة لعرض فيلمه مرتين أمام الجمهور الإسرائيلي.