وقع الاتحاد الأوروبي والمملكة المغربية، اليوم الجمعة في الرباط، اتفاقين بمبالغ مالية مهمة؛ الأول يهدف إلى تعزيز الحماية الاجتماعية والثاني يدعم تنافسية القطاع الخاص لخلق فرص شغل كافية لتنشيط الاقتصاد الوطني. وجرى حفل التوقيع بمقر وزارة الاقتصاد بحضور كل من يوهانس هان، المفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار الأوروبية والمفاوضات من أجل التوسع، ومحمد بنشعبون وزير الاقتصاد والمالية، إضافة إلى كلوديا فيداي، سفيرة الاتحاد الأوروبي في الرباط. وبموجب هذين الاتفاقين، سيدعم الاتحاد الأوروبي التنمية الاجتماعية في المغرب بقيمة مليار و199 مليون درهم؛ وذلك للمساهمة في الجهود التي تبذلها الحكومة المغربية لتقليص الفوارق وتحسين التماسك الاجتماعي والدفع بالتنمية البشرية للمجتمع المغربي من خلال تشجيع الحصول المتكافئ على الخدمات الاجتماعية الأساسية، اعتماداً على مقاربة حقوقية. وقال يوهانس هان خلال حفل التوقيع، الذي جرى بحضور كبار مسؤولي وزارة الاقتصاد والمالية: "برنامج الحماية الاجتماعية الذي نحن بصدده اليوم هو فصلٌ جديدٌ في شراكتنا المتينة مع المغرب، إذ سيمكننا من التقدم سوياً نحو نظام مجتمعي أكثر عدالة وتكافؤاً". وأشار المسؤول الأوروبي إلى أنه بعد إطلاق الخطة الأوروبية للاستثمار بالمغرب في 19 يونيو الماضي، والتي سيساهم فيها الاتحاد الأوروبي بمبلغ 4.1 مليار أورو، سيعبئ لها مبلغا إجماليا في حدود 44 مليار أورو من الاستثمارات بحلول سنة 2020 في البلدان الشريكة. وتعهد يوهانس بمواكبة السياسات المغربية الرامية إلى النمو الشامل، مؤكداً أن تطوير المقاولات الناشئة والابتكار يُعدان من الحلقات الأساسية في الرخاء الاقتصادي؛ ومن أجل ذلك تمت تعبئة ما يفوق 231 مليون درهم لدعم الإستراتيجية الوطنية الجديدة للإدماج المالي، وخاصة برنامج الاستثمار من أجل الابتكار (Innov'Invest) الذي ينفذه صندوق الضمان المركزي المغربي. ويسعى الاتحاد الأوروبي من وراء دعم هذا البرنامج إلى المساهمة في تطوير القطاع الخاص المغربي حتى تكون له القدرة على المنافسة والإنتاج وخلق مناصب شغل لائقة، إذ قال يوهانس: "إن المراهنة على المقاولات الشابة وعلى حصولها على التمويل سيمكن من تنشيط الاقتصاد لفائدة كل السكان". وأشار بلاغ صادر عن تمثيلية الاتحاد الأوروبي في الرباط، توصلت به جريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن برنامج "التنافسية والنمو الأخضر" الذي تبلغ قيمته مليار و152 مليون درهم، سيقدم الدعم بشكل خاص للمقاول الذاتي والمصدرين الجدد ومناخ الأعمال وسلاسل إعادة التدوير. وتأتي زيارة المسؤول الأوروبي إلى المغرب للتباحث حول سبل الدفع بالعلاقات الثنائية بين الطرفين، إذ قال يوهانس في تصريح صحافي إن الاتحاد الأوروبي يعتبر المغربَ شريكاً إستراتيجياً أساسياً في إفريقيا الشمالية وفي القارة برمتها، وأضاف أن "الطرفين يتقاسمان العديد من التحديات والفرص ومن المهم أن نعرف كيف نمضي قُدماً خطوة تلو خطوة". ومن المنتظر أن يلتقي يوهانس اليوم الجمعة أيضاً كلا من رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة.