عشرة أيام فقط كانت كفيلة ليثبت لويس إنريكي أحقيته بقيادة المنتخب الإسباني بعد فترة من التخبط سواء على مستوى النتائج، بعد خيبة الأمل في مونديال روسيا، أو الإدارة بعد إقالة جولين لوبيتجي قبل انطلاق كأس العالم بيومين وكذلك بعد اعتزال عدد من الأسماء الكبيرة بالفريق. ورغم الجدل الذي صاحب إعلان تولي إنريكي (48 عاما) لقيادة المنتخب، وانتقاد البعض لقائمته الأولى، التي خلت من أسماء أمثال جوردي ألبا، كوكي ريسوركسيون ولوكاس فاسكيز، إلا أن انتصاره في ويمبلي على إنجلترا 1-2 ثم على كرواتيا في إلتشي الإسبانية 6-0 ضمن دوري الأمم الأوروبية، أكد مما لا يدع مجالا للشك أنه بطل المرحلة القادمة مع إسبانيا بعدما أصبحت الآمال معلقة عليه. ففي ملعب ويمبلي، نجح إنريكي في تحقيق انتصار استعاد به الهيبة رغم تأخره في البداية بهدف، وذلك بفضل الضغط المتقدم واللعب بشكل عمودي واستغلال اللاعبين الذين يمتازون بالسرعة للمساحات. وإذا كان الانتصار على إنجلترا في عقر دارها قد أعاد بعض الثقة المفقودة للمنتخب الإسباني، خاصة في مباراته الأولى في غياب لاعبين أعلنوا الاعتزال دوليا أمثال أندريس إنييستا، جيرارد بيكيه وديفيد سيلفا، فإن الفوز التالي الساحق على وصيفة بطل المونديال، كرواتيا، 6-0 أزال تماما المناخ التشاؤمي الذي كان قد ساد الفريق بعد عودته من روسيا. وكان ساؤول نييجيز هو بطل الانتفاضة أمام إنجلترا التي تقدمت بهدف أول عبر ماركوس راشفورد (ق11)، قبل أن يعادل لاعب أتلتيكو مدريد الكفة بهدف (ق13) من تسديدة داخل المنطقة لكرة صنعها له رودريجو، الذي تكفل بتسجيل هدف الفوز (ق32). كما كان ساؤول هو صاحب الهدف الأول في سداسية بلاده بمرمى كرواتيا بعد مرور 24 دقيقة على اللقاء الذي ظهرت فيه إسبانيا بشكل رائع وبأداء مليء بالجودة والفعالية، ليحتاج منتخب "لاروخا" لنقطتين فقط من أجل بلوغ نهائيات دوري الأمم الأوروبية. وخلال المباراتين، أبقى إنريكي على الحارس ديفيد دي خيا ليؤكد ثقته فيه غير القابلة للنقاش، وهو ما رد عليه لاعب مانشستر يونايتد بالتألق في ويمبلي والتصدي لثلاث كرات خطيرة، بينما لم يكن بحاجة للظهور كثيرا أمام كرواتيا. ووجد المدرب السابق لبرشلونة أيضا ضالته في ناتشو ليحل مكان بيكيه في مركز قلب الدفاع إلى جانب زميله في ريال مدريد، سرخيو راموس. كما تألق كارباخال، الذي كان قد وصل بالكاد للمونديال بعد إعادة تأهيله بدنيا عقب إصابته في نهائي دوري الأبطال، في مركز الظهير الأيمن، بينما يتنافس ماركوس ألونسو وخوسيه لويس جايا على مركز الظهير الأيسر، رغم أن لاعب فالنسيا تألق أكثر في الجانب الهجومي أمام كرواتيا. وفي المنتصف، لايزال سرجيو بوسكيتس يحافظ على مركزه وإلى جانبه المتألق ساؤول، الذي لعب أساسيا في المباراتين وأصبح معشوق إنريكي بافتتاحه التسجيل في كلا اللقائين. أما في الهجوم، فراهن المدرب على إيسكو كجناح أيسر، لم يتألق فيه كثيرا كما ظهر في المونديال، لكنه حظي بتألق لافت لكل من ماركو أسينسيو ورودريجو، علما بأن جميعهم هزوا الشباك. ودفع إنريكي أمام إنجلترا بأسباس كرأس حربة، رغم غيابه عن القائمة في البداية وعودته إليها بعد اعتذار دييجو كوستا ل"أسباب عائلية"، قبل أن يراهن في الشوط الثاني بأسينسيو، الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته أمام كرواتيا وهزه للشباك من تسديدتين بعيدتين وصناعته لهدفين. ورغم بدايته الأكثر من الرائعة، إلا أن إنريكي ومعه رئيس الاتحاد الإسباني، لويس روبياليس، الذي راهن على تعيينه، يرغبان في تجنب التضخيم من حجم الانتصارين ومواصلة العمل الذي بدأ للتو قبل عشرة أيام بهدف إعادة المنتخب للألقاب بعد التتويج بأمم أوروبا 2008 و2012 وبينهما مونديال كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. *إفي