بعد سنوات من الإخفاقات وانخفاض التوقعات، ساهمت مسيرة إنجلترا المفاجئة، نحو الدور قبل النهائي لكأس العالم، في منح جمهورها شعورا بالتفاؤل طال انتظاره. وتمثل زيارة إسبانيا إلى ويمبلي، في دوري الأمم الأوروبية، غد السبت، اختبارا مبكرا لهذا الشعور، تجاه تشكيلة المدرب غاريث ساوثغيت الشابة. وسيعطي الفوز على إسبانيا، الراغبة في محو آثار مشاركة فوضوية في كأس العالم، انتهت عند دور ال16، بعد الخروج أمام روسيا، ثقة أكبر في استمرار ثورة ساوثغيت. وحال تجرعها الهزيمة الثالثة على التوالي، ستزيد الشكوك بشأن ضعف إنجلترا، عند مواجهة منافسين من العيار الثقيل. فرغم حالة الزخم في روسيا، خسر فريق ساوثجيت في النهائيات، أمام بلجيكا مرتين، وضد كرواتيا مرة، وتخطى كولومبيا بركلات الترجيح. ويحسب لساوثغيت أنه رغم قيادته إنجلترا، لبلوغ قبل النهائي في كأس العالم، لأول مرة منذ 28 عاما، شدد على أن فريقه لا يزال يرسي قواعد، من أجل النجاح في المستقبل. ومع التطلع إلى بطولة أوروبا 2020، يحرص ساوثجيت على إبقاء الحماس داخل فريقه، عند مواجهة اسبانيا في بطولة دوري الأممالجديدة، والتعامل معها بصفة رسمية، دون النظر إليها كمباراة ودية قوية. وقال ساوثجيت "تفصلنا 20 مباراة عن بطولة أوروبا (2020)، لذا لا نريد إهدار أي وقت، في البحث عن أمور جديدة، بل نريد الاحتفاظ بأمور ستظل معنا لبعض الوقت". وبينما تنعم إنجلترا باستقرار فني حاليا، استعانت إسبانيا بمدرب برشلونة السابق، لويس إنريكي، لقيادة المنتخب لأول مرة. ودخلت إسبانيا كأس العالم، وهي مرشحة لإحراز اللقب، لكن بعد إقالة المدرب جولين لوبيتيغي، عشية انطلاق البطولة، وتعيين فرناندو هييرو بدلا منه، توقف مشوارها عند دور ال16. ولن يغير إنريكي على الأرجح، أسلوب الاستحواذ المعهود في منتخب إسبانيا، والذي جعله فريقا لا يقهر، بين عامي 2008 و2012، لكنه يبحث عن تجديد الدماء في الأسماء. وسيبدأ إنريكي المهمة بدون النجوم، أندرياس إنييستا وديفيد سيلفا وجيرارد بيكيه، الذين قرروا الاعتزال دوليا، بينما استبعد جوردي ألبا واياغو أسباس من تشكيلته الأولى، لكنه أعاد ضم أسباس، ليحل محل دييغو كوستا المصاب. وتعني هذه الغيابات، إمكانية الاعتماد على ثنائي أتلتيكو مدريد، ساؤول ورودري، في وسط الملعب، بجانب لاعب ريال مدريد ماركو أسينسيو، ضمن خطة إعادة البناء واستعادة المكانة المرموقة.