فاجأ نجم وسط مانشستر سيتي الإنجليزي ومنتخب إسبانيا، ديفيد سيلفا، الجميع بإعلان قراره الاعتزال دوليا مع "لا روخا"، لينضم بذلك إلى ثنائي برشلونة جيرارد بيكيه وأندريس إنييستا، اللذين سبق لهما أن أعلنا إسدال الستار على مسيرتهما الدولية، في فترة تشهد تجديدا لدماء المنتخب تحت إمرة المدرب الجديد لويس إنريكي مارتينيز. وباعتزال صاحب ال32 عاما، ينفرط عقد الجيل الذهبي الإسباني، الذي حصد الأخضر واليابس، وأبهر الجميع بأسلوبه الساحر والممتع على مدار 10 سنوات استطاع خلالها أن يجلس على عرش الكرة في العالم. ولم يبق من هذا الجيل، الذي جلب لإسبانيا اللقب الأغلى في تاريخها بالفوز بكأس العالم في جنوب أفريقيا قبل 10 سنوات، سوى الثلاثي سرخيو راموس والحارس بيبي رينا وسرجيو بوسكيتس، في مرحلة حاسمة ل"الماتادور"، الذي يستعد لظهوره الرسمي الأول مع إنريكي في سبتمبر المقبل أمام إنجلترا ضمن بطولة الأمم الأوروبية. وسيكون ملعب ويمبلي شاهدا على الظهور الأول لملامح منتخب يمر بمرحلة تجديد وإحلال، تحت قيادة رجل يخوض تجربته الأولى كمدرب للمنتخبات، بعد فترة زاخرة بالألقاب مع "البلاوغرانا". وبدأ مسلسل الانفراط بإعلان "الرسام" أندريس إنييستا طي صفحته مع المنتخب عقب الخروج من ثمن نهائي مونديال روسيا مطلع الشهر الماضي على يد أصحاب الأرض. وكانت هذه اللحظة بمثابة الفراق الحزين لأحد أفضل من داعبت أقدامهم الساحرة المستديرة، فضلا عن المسيرة الرائعة المرصعة بلقب مونديال 2010 في جنوب أفريقيا بهدفه الشهير في مرمى هولندا، ولقبين متتاليين ببطولة الأمم الأوروبية في 2008 و2012. ثم جاء الدور على جيرارد بيكيه، الذي رغم إثارته الدائمة للجدل ودخوله في مهاترات، سواء مع زملائه بالمنتخب من ريال مدريد، أو استفزاز الجماهير بتصريحاته النارية، فقد يبقى إحدى الركائز الأساسية في هذا الجيل، ليعلن هو الآخر نهاية مسيرته الدولية، من أجل التركيز والاستمتاع بالسنوات المتبقية في عقده مع الفريق الكتالوني. واستمر العقد في الانفراط، ليعلن سيلفا هو الآخر ترك المنتخب بعد مسيرة استمرت 12 عاما خاض خلالها 125 مباراة وسجل 35 هدفا، بالإضافة إلى مشاركته في التتويج بلقبي اليورو والمونديال. ويأتي هذا المشهد ليعيد إلى الأذهان ما حدث بعد خروج إسبانيا المهين من مونديال 2014 بالبرازيل من الدور الأول، حيث أعلن الرباعي تشافي هرنانديز وتشابي ألونسو وفرناندو توريس وديفيد فيا نهاية رحلتهم مع "الماتادور". وبهذا يصبح إجمالي المنسحبين من هذا الجيل الذهبي، الذي أدخل الفرحة والبهجة على إسبانيا وغيّر مفاهيم الكرة في العالم، 7 لاعبين، ليبقى فقط في صفوف المنتخب حاليا الثلاثي رينا وراموس وبوسكيتس.