أكد رئيس معهد أماديوس ابراهيم الفاسي الفهري أن منتدى ميدايز، الذي سينعقد ما بين 16 و19 نونبر الجاري بطنجة تحت رعاية الملك محمد السادس، تأسس "ليكون عمليا ويسعى لأن يكون منتدى للمقترحات والمبادرات". وأبرز رئيس المعهد المنظم لهذا المنتدى، في لقاء مع الصحافة اليوم الثلاثاء بالرباط لتقديم الدورة الرابعة الذي ستنظم تحت شعار "الجنوب في الحكامة العالمية"، أن كل دورة يتوجها "إعلان طنجة" الذي يجسد التزام معهد أماديوس، كقوة منظمة، وكذا المشاركين في مختلف الجلسات الموضوعاتية التي تسفر عن مقترحات ملموسة. وقال "نحن قبل كل شيء منتدى للنهوض بالتعاون جنوب-جنوب وشمال-جنوب بغية التمكن من تقاسم التجارب بين بلدان إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية". وحسب المنظمين فإن المنتدى يمثل في زمن التشنج الراهن إطارا "هجينا" رسميا وغير رسمي للتبادل وللمقترحات العملية. كما سجل رئيس أماديوس أن الانشغال الأساسي لميدايز 2011 يكمن في ملاءمة البرمجة مع الأحداث الراهنة الغنية المتمثلة في الربيع العربي. ومن جهته قال مسؤول الاستراتيجية والتواصل بمعهد أماديوس طلال صلاح الدين ان المنتدى يقترح في دورته لهذه السنة قراءة انطلاقا من خمس زوايا للمقاربة تتمثل في "واقع الوضعية السياسية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، و"الرهانات الأمنية"، و"تبادل التجارب"، و"عودة للاختلال الأساسي: ملاءمة التكوين مع التشغيل في المنطقة"، و"التداعيات على القضية الفلسطينية". وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار منسق الأبحاث في قطب الاقتصاد والتنمية بمعهد أماديوس فرديريك بارانجر إلى أن المنتدى سيتناول مكانة بلدان الجنوب في أزمة الحكامة والريادة التي يشهدها العالم وفق ثلاثة محاور رئيسة تتمثل في "التنظيم المالي العالمي"، و"احترام المعايير الاجتماعية في المبادلات الدولية"، و"تدبير التحديات المناخية". ومن أجل ذلكم، سيلتئم في ميدايز 2011 أزيد من مائتي متدخل رفيع المستوى، ورئيس دولة وحكومة، إلى جانب أصحاب القرار السياسي وقادة منظمات دولية وخبراء يمثلون المجتمع المدني. ويرتقب، حسب المنظمين، أن تحضر في المنتدى ثلة من الشخصيات المعروفة، من بينها مسؤولون بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، ووزراء الشؤون الخارجية في المغرب ومصر وتركيا ورومانيا والأردن، فضلا عن الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير المالية التونسي. ومواكبة للاضطرابات العديدة التي شهدتها سنة 2011 سواء على الساحتين الإقليمية أو الدولية، سيتناول منتدى ميدايز مجددا الانتقالات الجارية حاليا في العالم العربي بعد سقوط أنظمة تونس، وليبيا، ومصر. وسيتدارس المشاركون بالخصوص مأساة فوكوشيما، وأزمة الأورو، وتعزيز الحضور الصيني في إفريقيا. وينتظر أن تنتظم أشغال ميدايز 2011 في إطار ست جلسات عامة حول "كانكون، ودوربان 2011، وريو 2012: هل تتوفر البلدان الصاعدة على جميع المفاتيح في المفاوضات المناخية؟"، و"التنمية المشتركة في المتوسط ودعم الانتقال؟"، و"الربيع العربي: معطى جديد؟"، و"تقوية الديمقراطية"، و"بروز مخاطر جديدة، والأمن الدولي، والأزمات الإقليمية: نحو فوضى عالمية جديدة؟"، و"أي ريادة لتجاوز الأزمة وإنقاذ الاقتصاد؟". كما ستنظم في إطار ميدايز أزيد من 20 جلسة خاصة تتطرق أساسا ل "ثلاثية الشباب والإعلام والأنترنت: القوى المضادة الجديدة في بلدان الجنوب"، و"ثورات التقنيات الزراعية: أي إطار للتعاون الدولي لمساعدة إفريقيا على الدخول في ثورتها الخضراء؟"، و"التعليم في العالم العربي: أي سياسة استباقية للاستجابة لرهان حاسم؟"، و"علاقات الولاياتالمتحدة والعالم العربي: من خطاب القاهرة إلى ميدان التحرير"، وكذا "المجتمعات المدنية في الشرق الأوسط: أي فرصة لسلم الشعوب؟". وكالعادة، ستتميز الدورة الرابعة أيضا بتسليم جوائز ميدايز لشخصيات، ومؤسسات، ومنظمات، ومقاولات قدمت إسهاما حاسما في تنمية بلدان الجنوب، أو شكلت قيمة مضافة حقيقية في تحسين العلاقات شمال-جنوب أو جنوب-جنوب. ويتعلق الأمر بجائزة ميدايز الكبرى، وجائزة ميدايز للأعمال، وجائزة ميدايز للبيئة والتنمية المستدامة، إلى جانب جائزة ميدايز للتعليم والثقافة والبحث.